أطل شهر رمضان على المبتعثين، فاشتعل الحنين في قلوب بعض منهم لقضاء جزء من الشهر الفضيل بين أسرته وأقربائه، إلا أن معاناة من نوع آخر برزت في وجه الطلبة راغبي السفر تتمثل في تعامل مكتب السفريات الوحيد الذي تشترط الملحقية الثقافية ووزارة التعليم العالي التعامل معه بشكل حصري، في ظل ضعف الرقابة عليه. ويشير عدد من المبتعثين إلى أن نصف إجازاتهم ضاعت هدراً بسبب عدم تجاوب المكتب معهم، وتأخير إنجاز طلباتهم، إضافة إلى التلاعب في الطلبات -حسب قولهم- وعدم الجدية في التعاطي معها. يقول المبتعث بولاية تينسي عبدالرحمن المالكي "اتصلت على مكتب الحجوزات عشرات المرات، إلا أنه لم يستجب لأي منها" ، مشيرا إلى أن نصف إجازته ضاع خلال تلك الفترة، ولم يتمكن من حجز تذكرة للعودة إلى المملكة، لقضاء شهر رمضان مع الأهل. من جانبه يشير المبتعث ثامر الخالدي الذي يقطن بولاية هيوستن إلى قضائه شهراً بأكمله، وهو ينتظر الرد من مكتب الطيران، لصرف التذكرة السنوية المستحقة، إلا أنه لم يلق تجاوباً حتى الآن، فيما انقضت إجازته الصيفية في الانتظار. ويؤكد أنه يتصل بالمكتب بشكل يومي في أوقات الصباح، علاوة على إرسال أكثر من بريد إلكتروني، إلا أنه لم يحصل على الرد. ويواجه عدد آخر من الطلبة المعاناة ذاتها، إذ يؤكد من التقتهم "الوطن" من الطلبة المبتعثين أن إجراءات استخراج التذكرة تستغرق في أحيان كثيرة فترة تصل إلى شهر ونصف الشهر. ويطالب الطالب أحمد العيد الملحقية الثقافية بالتعاقد مع أكثر من مكتب طيران لتغطية العدد الهائل من الطلاب في أميركا، وتسهيل الإجراءات، وحتى لا يضطر الطالب نتيجة تأخر الاستجابة إلى إلغاء التذكرة، أو شراء تذكرة على حسابه الشخصي من مكتب آخر. ويشير العيد إلى أن بعض الطلبة يلجأون لطلب التذاكر قبل الإجازة بنحو شهرين أو ثلاثة أشهر لضمان السفر في وقت الإجازة، إلا أن ذلك لا يتاح في كثير من الأحيان للبعض الآخر، نتيجة الظروف الدراسية. وخصص الطلبة المبتعثون "هاش تاق" في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" لسرد معاناتهم مع المكتب وموظفيه، مشيرين إلى أن العاملين بالمكتب لا يمتازون بالجدية في العمل، ويؤخرون الإجراءات، إضافة إلى المطالبة بالتعاقد مع أكثر من مكتب لإنجاز معاملات السفر، وحجز التذاكر، في الوقت الذي سرد عدد آخر من الطلبة كيفية لجوئهم لطلب تذاكر على حسابهم الشخصي من مكاتب حجوزات أخرى، وطلب التعويض من الملحقية لاحقاً.