الإنسان بعقله المنير استكشف مدارات النجوم البعيدة وغاص في أعمق أعماق المحيطات، اخترع الآلات الضخمة، أبدع وأنتج، وهذا التطور الشكلي يجب أن يتناسق مع التطور الروحي والنفسي، وقد منح الباري- عز وجل- الإنسان المرونة على التغير والتبدل متى ما أراد ذلك في الآية الكريمة «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم». وقوة الشخصية ترتبط بعوامل عدة منها البيئة المحيطة، أيضاً ظروف التنشئة في الأسرة كلها تصنع الشخصية. بلا شك، أن شكل الجسم القوي والصلب يلعب دورا مهما في قوة الشخصية من عدمها فلو كان الفرد ضعيفا جسديا فذلك يجعله يتحلى بالحذر والحيطة والتردد عند مواجهة المخاطر على نقيض إن كان الفرد قويا فذلك يدفعه إلى المخاطرة. هناك عدد من السمات النفسية يتميز بها صاحب الشخصية القوية منها الجرأة والشجاعة والمُبادرة، والقدرة على اتخاذ الخيارات والقرارات السليمة. أيضاً هو شخصية قيادية لديه قدرة على الإقناع ومخالط للناس ويعبر عن وجهة نظره بكل ثبات. من يمتلك شخصية قوية لديه قدرة على ضبط حركة الجسم والثبات، فالخوف له علامات مثلا ارتعاش اليدين والتلجلج في الحديث. أيضاً لديه حرص على انتقاء مفرداته وكلماته لأنها تعكس ما يفكر به وثبت أيضاً أن ممارسة الرياضة مفيدة لأنها تعزز الثقة بالنفس. حجر الزاوية في قوة الشخصية هو عدم الخوف وأفضل طريقة للقضاء على الخوف أن تواجه ما تخاف، وصاحب الشخصية القوية لا يختبئ خلف الأعذار، ولا يحتاج تأكيدا لصحة قراراته ولا يشارك جميع أفكاره بل ما يقتضيه الموقف فحسب لديه قوة وحزم لتحمل المصائب والألم بهدوء وصبر، وهو كذلك منظم ذاتيا، وهذا يعني الانضباط والسيطرة على الشهوات والعواطف. نخلص من هذا كله إلى أن أساس قوة الشخصية هو «العقل وطريقة التفكير»، كحدة الذكاء وسرعة البديهة وقوة الحجة والإقناع. وفقا لدراسات مختلفة، الصمت لأربع ثوان يجعل الآخرين يشعرون بالقلق وعدم اليقين وأقل ثقة بالنفس. المعاملة الصامتة تؤلم أكثر من أي كلمة واستخدام الصمت بشكل استراتيجي ومتعمد يجعلنا أكثر قوة على عكس التصور الشائع.