عُرف في حضارتنا «إن الله ليَزعُ بالسلطان ما لا يزعُ بالقرآن»، وهذا ما حدث عندما تراخى بعض أفراد المجتمع في الاحترازات، وأخذ الحيطة والحذر، وبدأت تتصاعد أرقام الإصابات شيئاً فشيئاً، عندها تدخلت الدولة بإعادة بعض المعايير لتطبيق الأنظمة وفرض العقوبات، ولا يفهم بعض الناس إلا هذه اللغة. ولهذا نجحت الدولة وخلال أسبوعين أو تزيد في خفض أعداد الإصابات قليلاً، لكنها دون المطلوب مقارنةً بالفترة السابقة التي وصلت إلى تحت المئة إصابة، ورافق ذلك مؤتمرات صحافية توعوية، تهدف منها الدولة إلى أخذ الحيطة والخوف من عواقب اللامبالاة والاستهتار لدى بعض البشر. ولدي بعض المقترحات التي أضعها أمام اللجان التي تدرس تجاوز الأزمة، وهو أن هناك خطين ما زالا ينفثان في الجائحة، سكن العمالة، والوفود التي تصل من خارج المملكة من غير السعوديين، الفرصة أمامنا لأخذ الحيطة بإيقاف هذين المنبعين للجائحة، مع استمرار التعليمات الحالية، عندها نتجه بالمؤشر إلى الصفر بإذن الله قبل دخول الشهر الكريم. هنا نتكاتف أجهزةً ومواطنين ومقيمين، لمكافحة كورونا «كوفيد - 19» رغم أن العالم من حولنا يموج بآثار هذه الجائحة، رفع الله عنا وعنهم هذا البلاء. فإذا استطعنا العبور بسفينة النجاة، لا بد لنا من شد الحزام والأخذ على أيدي المتراخين كالذين نسمع عنهم بين الحين والآخر أنهم أقاموا حفل زفاف هنا أو هناك، مع أني متأكد أن الجميع الآن سوف يمتثل للتعليمات والضوابط، وقد أحسنت وزارتا الداخلية والصحة لمراقبة خطط الدولة التي سارت بها منذ أكثر من عام في ظل جائحة عالمية لا يعلم مدى أثرها إلا الله جل جلاله. «اعقلها وتوكل» هي رسالتنا للجميع، والأخذ بالأسباب أحد عوامل تجاوز الأزمة وفق ما أعلنته منظمة الصحة العالمية والأجهزة المختصة في المملكة، ومنها المسارعة إلى أخذ اللقاح الذي هيأته الدولة للمواطن والمقيم على حدٍ سواء، مع الحرص التام على التعليمات وتطبيقها بكل عناية، واهتمام الفرد والأسرة والمجتمع. وتسجيل لحظة إعجاب هنا في نهاية المقال بالدقة والمتابعة من وزارة الداخلية وبقية الأجهزة المختصة التي تراقب الأوضاع الصحية، كما نشير إلى نجاح الخطط التي تقوم بها بقية أجهزة الدولة في المسيرة التعليمية والتنموية والاقتصادية، واستمرار البناء بشكل يوحي للجميع بأننا ولله الحمد لم نتأثر بالجائحة، لكننا على حذر تام واهتمام بتنفيذ التعليمات، وأخذ توكلنا والتباعد الجسدي مع الكمامة وغسل اليدين والحافظ هو الله. وحبذا المسارعة إلى إعادة فتح مراكز الأحياء لأخذ اللقاحات بعد توفرها ولله الحمد، وإتاحة القوافل الجوالة التي تصل إلى سكن العمالة الذين ما زالوا يشكلون خطراً على المجتمعات، خاصة الأماكن المتكدسة سكانياً، حتى يُحاصر هذا الوباء بالتعاون من الجميع وبفضل الله ثم جهد الدولة.