الإنسان إذا أصابه شيء من الأمراض المعدية، عليه أن يتجنب مخالطة الآخرين حفاظا على صحتهم وحرصًا على سلامتهم ودفعًا للضرر عنهم، فإن اقترابك يضرهم لا سيما أن الوقاية مطلب ديني كما جاء في صحيح البخاري لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- عنه (فر من المجذوم فرارك من الأسد) والجذام مرض معدٍ فتاك. العزل وحصار الأوبئة جاءت به الشريعة الإسلامية، كما جاء في صحيح الترمذي أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ذكرَ الطَّاعونَ فقالَ (إذا سمعتم به في أرضٍ وأنتُمْ بِها فلا تخرُجوا منها وإذا وقعَ بأرضٍ ولستُمْ بِها فلا تَهبِطوا عليها)، وفي صحيح مُسْلِم أن وفدًا قدم من ثقيف وفيه رجلٌ مجذوم، فأرسل إليه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقال له «ارجع فقد بايعناك». وكما روي عن عمر بن الخطاب أنه عندما سافر لزيارة بلاد الشام وقبل أن يصل علم أن الطاعون متفش فيها فقرر العودة وألغى السفر وعندما اعترض عليه أبوعبيدة قائلاً (أتفر من قدر الله؟) أجابه قائلاً: (أفر من قدر الله إلى قدر الله) وكما جاء في صحيح الجامع قال النبي صَلى الله عليه وسلم (لا يورد ممرض على مصح).