ساهمت 120 برادا لتخزين "التمور" في مدن وقرى واحة الأحساء الزراعية في تشجيع هذا المنتج الوطني وتعزيز ثقة المستهلك بمحصول تمور مزارع الأحساء، بجانب ضبط أسعار التمور على مدار العام. وقال عضو لجنة النخيل والتمور في غرفة الأحساء شيخ سوق التمور المركزي في الأحساء عبدالحميد بن زيد الحليبي، خلال حديثه أمس إلى "الوطن"، إن معظم تجار التمور في الأحساء، أحدثوا داخل مستودعاتهم أخيرا مواقع لإنشاء برادات بأحجام متفاوتة بغرض تخزين كميات من التمور بهدف تحسين أسعار بيعها، بجانب حفظ المحصول لفترات زمنية طويلة، وإبعاده عن مواقع الآفات والإصابات الحشرية المختلفة، مؤكدا أن حفظ التمور داخل تلك البرادات متوافق تماما مع طرق التعبئة الحديثة للتمور "الفاكيوم"، وهي التي تعمل على تفريغ الهواء من العبوات. وأبان الحليبي أن تلك البرادات، التي يحرص معظم التجار والمزارعين على الاستفادة منها لتخزين تمور "الإخلاص"، أفضل الأصناف المنتجة في مزارع واحة الأحساء، ساهمت في تشجيع زيادة حجم الاستثمار في التمور بالأحساء بأمان كبير دون تخوف مقارنة بالمواسم السابقة، حتى أنه أصبح المزارع والتاجر الأحسائي يملكان الفرصة الكبيرة للتنافس على الصعيد الدولي، مؤكدا احتفاظ التمور بجودتها داخل تلك البرادات لأكثر من 12 شهرا متواصلة دون تأثرها "طعما ولونا وحجما"، لافتا إلى أن الفرق شاسع بين جودة التمور المخزنة بالبرادات مقارنة مع الطرق التقليدية القديمة، داخل المحاصن أو الكندوج، مضيفا أن آلية تخزين التمور في البرادات، تتم من خلال فرزه ووضعه داخل كراتين ومن ثم يدخل في البراد ويوضع تحت درجة برودة معينة، ويخرج من البراد إلى التعبئة "الفاكيوم" ويبقى التمر محافظا على جودته، وتتم إدارة البرادات في المستودعات الكبيرة آليا من خلال غرف تحكم خاصة، ومتابعة مستويات درجات الحرارة والرطوبة بشكل مستمر. وذكر الحليبي أن ما نسبته 60% من إنتاج محصول التمور من مزارع واحة الأحساء، تدخل إلى تلك البرادات، وذلك اعتبارا من بدء الموسم الحالي حتى قبيل بدء الموسم الجديد من العام المقبل، ويستمر تدفق التمور بكميات متوازنة للأسواق المحلية والخارجية بطريقة منظمة لضبط السعر، لافتا إلى أن البرادات تعمل على توفير التمور على موائد المستهلكين على مدار العام وبنفس الجودة، بينما المواسم السابقة كانت التمور المتوفرة على الموائد خلال فترة موسمها والتي قد لا تتجاوز الأربعة أشهر متواصلة، مشددا على أنه منذ بدء تشغيله للبرادات في مستودعاته لم يرصد أي سلبيات في الثمرة، بل كانت حلا لأزمة كبيرة كان المزارعون والتجار يعانون منها لفترات زمنية طويلة وهي سوء التخزين وما يصاحبه من سلبيات وأضرار على الثمرة وخسائر المزراعين والتجار. وأشار علي العمر "مزارع" إلى أن وجود البرادات في المزارع، لم تعطِ المزارعين فرصة لتصريف تمورهم بأسعار زهيدة كما كان يحصل سابقا، فكثير من المزارعين يضطرون خلال المواسم الماضية لبيع تمورهم في الأسواق بأقل من التكلفة وبالتالي تكبدهم خسائر مالية طائلة علاوة على أتعابهم طوال الموسم، وذلك بحجة مخاوفهم من تعرض محصولهم للتلف والفساد بسبب تركه عرضة في الأجواء المكشوفة والغبار والتقلبات المناخية، أما في الوقت الحالي، فهناك أماكن تخزين آمنة من جميع تلك الملوثات، لافتا إلى أن صغار المزارعين، الذين لا تتوفر لديهم برادات لتخزين تمورهم، فهناك بعض التجار، فتحوا باب الإيجار بأسعار مناسبة لتخزين التمور. يذكر أن واحة الأحساء الزراعية تضم 2.5 مليون نخلة، تنتشر في 30 ألف حيازة زراعية على مساحة تقدر ب10 آلاف هكتار، وتقدر طاقتها الإنتاجية ب100 ألف طن من التمور والرطب.