أعلن "تحالف القوى الوطنية" الليبرالي في ليبيا أمس أنه حقق مكاسب كبيرة في أول انتخابات وطنية في البلاد بعد سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي. وقال إن التقارير الأولية تشير إلى تقدمه على منافسيه في معظم الدوائر في الانتخابات التشريعية التي أمس الأول. كما أقر منافسوه الإسلاميون بإحراز الليبراليين "تقدماً واضحاً" في العاصمة وبنغازي. إلا أن رئيس المفوضية العليا للانتخابات نوري العبار أكد عدم مسؤولية المفوضية عن أي معلومات تتعلق بنتائج الانتخابات. ونفى في مؤتمر صحفي عقده بطرابلس صحة ما نشرته بعض وسائل الإعلام من "مؤشرات أولية". وتوقع أن تتمكن المفوضية من إعلان بعض النتائج غداً. موضحاً أن عدد من أدلوا بأصواتهم تجاوز 1.7 مليون ناخب من إجمالي عدد الناخبين البالغ 2.8 مليون سجلوا أنفسهم للإدلاء بأصواتهم، واصفا نسبة الإقبال بأنها ""نجاح كبير". وقال الأمين العام لتحالف القوى الوطنية الليبية فيصل الكريكشي "التقارير الأولية تؤكد تقدمنا في معظم الدوائر الانتخابية". وأضاف أنه يفضل انتظار النتائج الرسمية التي ستصدرها المفوضية العليا للانتخابات، قبل الإدلاء بمزيد من المعلومات. كما رفض إعلان أرقام محددة، قائلا إنه من الصعب تقدير إجمالي عدد المقاعد التي يحتمل أن يحصل عليها في المؤتمر الذي يضم 200 عضو والذي سيشكل الحكومة الجديدة ويمثل السلطة التشريعية لحوالي عام. وكان زعيم أبرز حزب إسلامي في ليبيا أقر في وقت سابق بأن الليبراليين سجلوا "تقدماً واضحاً في مدينتي طرابلس وبنغازي. وقال زعيم حزب العدالة والبناء التابع للإخوان المسلمين محمد صوان بعد ساعات على بدء عملية فرز الأصوات "تحالف القوى الوطنية حقق نتائج جيدة في بعض المدن. وأحرز تقدماً ملحوظاً في طرابلس وبنغازي". مشيراً إلى أن هذه النتائج الأولية تتعلق بالمقاعد المخصصة للوائح الحزبية التي تتنافس على 80 مقعداً من أصل 200 سيتألف منها المؤتمر الوطني العام. أما بقية المقاعد التي تبلغ 120 مقعداً فهي مخصَّصة لمرشحين أفراد. إلا أنه يتوقع أن تكون نتيجتها مشابهة لنتائج المقاعد الحزبية، إذ إن هؤلاء المرشحين مدعومون في الغالب من أحزاب. وكان بعض المشاركين في مراقبة الانتخابات قد أكدوا أن الليبراليين "أحرزوا انتصاراً ساحقاً في العديد من الدوائر والمراكز الانتخابية، وأن نسبة تقدمهم تصل في بعض الأماكن إلى 90% كما هي الحال في حي أبو سليم بالعاصمة طرابلس. إلى ذلك رأى الرئيس الأميركي باراك أوباما أن هذه الانتخابات تمثل خطوة مهمة أخرى في انتقال البلاد نحو الديموقراطية. وقال في بيان "أهنئ الشعب الليبي على خطوة مهمة أخرى في انتقالهم الرائع نحو الديموقراطية، ونجاح الانتخابات يؤكد أن مستقبل ليبيا بين أيدي أبنائها". كما رحبت الممثلة الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاترين اشتون بسير العملية الانتخابية في ليبيا ووصفتها بأنها "حدث تاريخي وبداية عصر جديد في هذا البلد". وقالت في بيان "الانتخابات جرت في مناخ من الحرية؛ حيث أقبل الليبيون على التصويت من أجل تقرير مستقبلهم بأسلوب اتسم بالنظام والكرامة، وذلك على الرغم من أن تقارير قد تحدثت عن بعض حوادث العنف المنفردة". وأكدت التزام الاتحاد الأوروبي بدعم ليبيا بوصفها جار رئيسي ومهم بالنسبة لأوروبا وقالت "نود إقامة علاقات طويلة الأمد وذات منفعة متبادلة. وسوف نواصل تقديم دعم قوي إلى طرابلس لضمان مستقبل سلمي وديموقراطي". وبدورها أشادت إيطاليا بالانتخابات الليبية ووصفتها بأنها "منعطف حاسم"، وقال وزير خارجيتها جوليو تيرزي في بيان "تمثل هذه المرحلة انعطافاً مصيرياً نحو ترسيخ العملية الديموقراطية. ورغم وقوع أعمال عنف متفرقة فقد أثبت الليبيون من خلال التوجه بأعداد كبيرة إلى صناديق الاقتراع أنهم يؤمنون بالديموقراطية"، منوهاً بنسبة المشاركة المرتفعة للنساء.