انتقل إلى رحمة الله تعالى أمس، الأمير محمد بن سعود بن عبدالعزيز. وأعلن الديوان الملكي في بيان أنه سيصلى عليه إن شاء الله بعد صلاة مغرب اليوم، في جامع الإمام تركي بن عبدالله بمدينة الرياض. تغمده الله بواسع رحمته ومغفرته ورضوانه وأسكنه فسيح جناته. "إنا لله وإنا إليه راجعون". وكان آخر مناصب الأمير محمد بن سعود -رحمه الله- أميرا لمنطقة الباحة بتاريخ 27 / 1 / 1408 إلى 18 / 9 / 1431ه حينما طلب إعفاءه من منصبه وذلك لظروفه الصحية. وحمل منذ قدومه العديد من متطلبات المنطقة الهامة في مختلف الجوانب التعليمية والصحية والكهرباء والمياه والطرق والاجتماعية والشبابية وبذل كل الجهد في سبيل الارتقاء بمنطقة الباحة وتحقيق تطلعات سكانها منذ اللحظة الأولى، وأشرف بنفسه على المطالبة بكثير من المشاريع التنموية، إذ افتتح عددا من المستشفيات مثل مستشفى المندق وتدشين مشروع مستشفى المخواة والبرج الطبي ومشروع جمعية الأطفال المعوقين بمدينة الباحة، وكذلك مشروع سد عردة وعدد من محطات الضخ وخطوط الأنابيب والأشياب، كما شهد توقيع اتفاقية البدء في مشروع ازدواجية طريق الجنوب الطائف _ الباحة، وتحقق حلمه بافتتاح الجامعة ونشرت فروعها في محافظات المنطقة، وكذلك مبنى الإمارة الحالي. واهتم الأمير محمد بالتطوير الاقتصادي في منطقة الباحة وساهم بصورة فاعلة في عدد من المشاريع والاتفاقيات الاقتصادية واحتضان العديد من المشاريع المبتكرة، خصوصا في مجال السياحة، كما حرص على دعم المبادرات الاجتماعية والتطوعية والجمعيات الخيرية وجمعيات تحفيظ القرآن الكريم، ودار الملك فهد للأيتام، وأسهم في بناء المسكن الخيري بالعقيق وتخصيص جائزة سنوية لتحفيظ القرآن. ويتذكر الكثير من المسؤولين وأهالي المنطقة حرصه على أهلها وشغفه بالعمل وولعه بقضاء حوائج الناس، حيث كان يطلع على الرسائل والمعاملات بنفسه. وكان يوجه -رحمه الله- أن يكون التخطيط شاملا للجوانب العمرانية والاقتصادية والاجتماعية ومساويا للنمو السكاني المتزايد بالمنطقة، وكان حلمه الأخير هو مشروع تحلية المياه من البحر. وكان آخر تصريح صحفي للأمير الراحل بعد إعفائه موجها حديثه لأهالي الباحة قائلاً: "يعلم الله إني أحبهم من كل قلبي وهم في قلبي وعيني دائما، ولي قصر بنيته في قذانه بلجرشي في الباحة سيكون سكني بينهم، فأنا منهم وفيهم وكلهم إخوان وأبناء أعزاء على قلبي".