دأب سمو الأمير محمد بن سعود بن عبد العزيز منذ استلام مهام عمله أميراً لمنطقة الباحة على تطوير المنطقة في جميع المجالات التعليمية، الاجتماعية، الاقتصادية، الثقافية، الأدبية، الصحية، التنموية وغيرها. وكان هاجسه الأول تأسيس جامعة باعتبارها أحد المرتكزات الثقافية الحضارية لأي مجتمع من مجتمعات الدنيا وتحقق ذلك إذ أصبحت جامعة الباحة واقعاً ملموساً تستقطب الكثير من الطلاب والطالبات والذين جاءوا من مناطق ومحافظات مجاورة للباحة ليدرسوا في التخصصات العلمية الطب والهندسة .....وكذلك الأدبية والجميل أنه خُصص للجامعة مساحة تزيد عن سبعة ملايين متر مربع على طريق المطار لإقامة منشآت ومبان للكليات والهيئة الإدارية والتدريسية... والجامعة حالياً في طور التأسيس والبناء إذ يجري العمل في إنجاز المرحلة الأولى بقيمة تزيد عن نصف مليار ريال... وتعد واحدة من المؤشرات الهامة لاستشراف مستقبل بهي ومشرق للباحة. إذ إن التعليم أهم أسس البناء الحقيقي لأي أمة من الأمم. أما المشروع الآخر والذي حرص سموه على إنجازه فهو طريق النماء والخير (طريق الجنوب) لما للطرق من أهمية كبيرة في ربط جسد المناطق ببعضها البعض.... وسهّل هذا الطريق نقل معطيات الخير لسكان المنطقة، ويمكن ملاحظة ذلك عند رؤية المباني العمرانية التي انتشرت بمحاذاة الطريق... ويزداد وضوحاً عند الصعود على جبل شمرخ وأصبحت منطقة الباحة بكاملها مدينة واحدة تصافح وجه الزائر ساعة وصوله سبيحة، القسمة، الأطاولة، مروراً بقرى الفرعة، بني سار، الرهوة، رغدان، الباحة، بني ظبيان، بني كبير، بلجرشي، الحمران حتى حوالة و قذانة. هذا الامتداد العمراني أحد الانعكاسات الإيجابية للطرق باعتباره عاملاً مهماً لنشوء ونمو المدن. والشواهد التنموية في الباحة كثيرة ولا تتسع المساحة لسردها.. لأن الحديث هنا عن شخصية قيادية (الأمير محمد بن سعود) الأمير الذي كرس اهتمامه للجوانب الإنسانية من خلال قنواتها (الجمعيات الخيرية، هيئة الإغاثة الإسلامية، جمعيات تحفيظ القرآن الكريم) ومشروعه الرائد المتمثل في جائزة سمو الأمير محمد بن سعود لحفظة كتاب الله الكريم يسجل بمداد من ذهب إذ انعكس أثرها إيجابياً على مئات الطلاب والطالبات الذين تنافسوا لنيل شرف الحصول على جوائزها، وإن كانت الجائزة الحقيقية هي حفظهم لكتاب الله الكريم وهي أسمى وأغلى جائزة في الوجود ويتوزع على هامش الجائزة كتاب قيم يضم مجموعة من الدراسات والأبحاث والمقالات المتميزة لكبار المختصين، ومجموعة الكتب أثرت المكتبة العربية بل الإسلامية بمحتواها العميق ومعلوماتها الثرة وأعرف سموه عن قرب بحكم عملي في الصحافة لما يزيد عن عشرين عاماً الأمر الذي تهيأ إجراء العديد من اللقاءات وأخذ الكثير من التصريحات الصحفية ... ونجد في سموه التعامل الراقي.. والبلاغة اللفظية والبراعة الخطابية والثقافة الواسعة والتواضع الجم ورحابة الصدر والحرص على العدل وكره الظلم وهذه الصفات النبيلة ليست مستغربة أن تتمثل في سموه لأنه سليل مؤسس وحدة كيان هذا الوطن الغالي الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود يرحمه الله، ومما يثير الإعجاب في سموه الذكاء، الطيبة، النبل، الحلم، والحرص على خدمة المجتمع. شيء جميل يتميز به سموه وهو جمال وأناقة خطه... وتبقى معلومة وددت ذكرها في سيرة حياته إنه يحظى بحب واحترام وتقدير الإعلاميين لأريحيته وحميمية تعامله وسبق وأن أطلق عليه صديق الصحفيين بتقديره وتثمينه جهدهم. إن من الواجب أن نشيد بمن يستحق الإشادة خصوصاً لمن يسعى لرعايتنا ويحرص في الاهتمام بشؤوننا... له منا كل الشكر والتقدير.