عبدالله حسن أبو هاشم ضباء لا أنكر ولا أخفي فرحتي وسعادتي بنجاح الثورة الليبية، وزوال حكم القذافي، بعد أربعين سنة من الظلم والقهر والاستبداد، مارسه هذا النظام ضد الشعب الليبي، لقد قدم ودفع الليبيون الثمن غاليا وباهظا في سبيل نجاح ثورتهم واسترداد حريتهم وحقوقهم، لكي يتخلصوا من الظلم والقهر، ضحوا بعشرات الآلاف من الشهداء من خيرة شباب ليبيا الأبطال، وعشرات الآلاف من الجرحى والمصابين، علاوة على الدمار الذي لحق بالمدن، كان شعارهم في الثورة هو ذات الشعار الذي رفعه البطل القائد عمر المختار في حربه ضد المستعمر الإيطالي (نحن لا نستسلم، نموت أو ننتصر) وبفضل الله، ثم بفضل عزيمة وهمة وتضحيات الشعب الليبي البطل، وتحديهم وإصرارهم على النصر، نجحت الثورة وتخلصوا من حكم القذافي، ليتنفس الشعب الليبي بعد ذلك الحرية، بعد أن حرموا منها لأكثر من أربعين سنة، لقد أذهل الليبيون العالم بثورتهم، وفرح العرب والمسلمون جميعا بهذا النصر. ما يزعجني ويؤلمني كعربي مسلم محب للشعب الليبي، وأشعر بالخوف عليه، هو ما نشاهده هذه الأيام من خلال ما تنقله لنا شاشات القنوات الفضائية، من وجود خلافات بين بعض القبائل الليبية، تبرز وتشتعل بين فترة وأخرى، تصل إلى حد الاقتتال والاشتباك المسلح فيما بينها، راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى. هذا الأمر لا شك أنه يؤلم كل ليبي، كما يؤلم ويحزن كل عربي وكل مسلم. فيكفي ما قدمه الشعب الليبي من التضحيات والأعداد الكبيرة من الشهداء والجرحى، يكفي جراح ويكفي آلام وأحزان، لا نريد أن نسمع عن المزيد من القتلى والجرحى، نريد أن نسمع عنكم أيها الإخوة الليبيون أخبارا طيبة، أخبارا سارة وسعيدة، نريد ونتمنى أن يتحد كل الليبيين، ويتركوا خلافاتهم جانبا، ويتعاونوا ويلتفتوا لبناء ليبيا الجديدة، ليبيا المستقبل المشرق والزاهر بإذن الله، ليبيا الحرية والعدالة والديمقراطية، ليبيا الأمن والاستقرار والرخاء، ليبيا التقدم والرقي والازدهار. فهذه الانتخابات الجارية هي اختبار حقيقي ليثبت الشعب الليبي أنه جدير بثورته التي قام بها من أجل إرساء أولى خطوات الديموقراطية.