يُحكى أنّ حفرةً في وسط قرية تسببت في إصابة عدد من المارين بها غير منتبهين إليها، فيتعثرون أو يسقطون.. حتى كثرت الإصابات اليومية، فاجتمع وجهاء القرية لبحث الأمر، ثم قرروا أن ينشئوا مستشفى بجانب الحفرة ليسهل نقل المصابين إليه ويستوعب الحالات الكثيرة المتلاحقة! لكنّ الإصابات ازدادت مع مرور الأيام من جرّاء وجود الحفرة، ولم يعد هناك متسع في المستشفى، فاجتمع الوجهاء مرة أخرى لبحث الأمر ووضع حل جذري لمشكلة الحفرة. وبعد بحث ومشاورات وخطط عمل أصدروا قراراً حاسماً ينقذ أهل القرية: «أن تُحفر جميع أراضي القرية لتكون في منسوب الحفرة فبالتالي لن يقع فيها أحد!!» للأسف، فإنّ بعض الشركات تخطط بهذه الطريقة، وبعض البيوت تُدار بتلك العقلية. قد تكون لديك مشكلات تستصعب حلها أو تختار الطريق الشائك الطويل بينما يكون الحل في (ردم الحفرة). ليس بالضرورة أن يكون الحل الجذري أو الصحيح صعباً أو مكلفاً، ولا أن تحتاج إلى خبراء أو مستشارين، ولا أن تفكر خارج الصندوق ما لم تفكر من داخله بعد!. قد تحل مشكلة العمل باجتماع واحد. وقد يتفاهم المتحاورون بكلمة طيبة. وقد تتصافى القلوب بابتسامة صادقة. وقد تنتهي الخلافات الزوجية بهدية بسيطة. وقد يتحسن أداء فريق كرة قدم بتغيير خطة اللعب. وقد ينجح المشروع بتسويق بسيط. وقد يشفى المريض بحبة بنادول مع عصير ليمون. وقد يُنجز العاجز بقليل من التشجيع والترغيب. لا أعني أنّ الحلول لجميع مشاكل الحياة حتماً بسيطة، إنما الأصل أن تبدأ بالسهل قبل الصعب.. بالتهوين قبل التهويل.. بالثواب قبل العقاب.. بالهدوء قبل الصخب. ثم أحذر أن تستشير لحل مشكلاتك - إن كان ولا بد - من ليس من أهل الثقة ممن لا يملكون حكمة ولا أمانة أو يتحدثون بما لا يعرفون أو دون أن يدركوا ظروفك وملابسات المشكلة أو كانوا ينظرون إليك بعين الحسد أو الكراهية، أو مَن ليس لديهم الحلول الوسط، أو يجيدون «فن التعقيد» أو عاطفيون متسرعون، فإنّ منهم مَن لو سئل عن مشكلة «الحفرة» لأشار عليهم بمغادرة القرية وترك الحفرة تئن بمفردها و(يا دار ما دخلك شر)!.