يذكر في حديث الزمان أن حفرةً عميقةً توجد على طريق مهم وحيوي، وكانت الحفرة تتسبب بحوادث يومياً بين مصاب أو متوفى، تقدم المتضررون للجهات المسؤولة لحل مشكلة هذه الحفرة، وبعد اجتماعات مطولة خرجوا بالحلول التالية: وضع لوحة تحذيرية بوجود حفرة عميقة على بعد 100م إنشاء مركز إسعاف بالقرب من الحفرة لا شكَّ عزيزي القارئ أنك تصرخ بوجود حل جذري لهذه الحفرة فالمجتمعون يبحثون عن الحلول السريعة والمؤقتة وغير المتعبة وليس العلاج، وكذلك نحن عندما نواجه مشكلة ما نبحث عن أيسر الطرق وأسهل الحلول مع علمنا بأن القرار الذي اتخذناه ليس هو الحل الأمثل، فيفترض بمن يعاني من ألم في ضرسه أن يزور الطبيب بدلا من أخذ المسكنات، ويجب على من تعثّر دراسياً أن يذاكر بدلاً من محاولات الغش واستجداء المعلمين، كان يجب على قائد السيارة الذي يقوم كل يوم بإعادة هواء إطار السيارة كلما فرغ أن يصلح الإطار أو يغيره، ما رأيك في الموظف الذي يحسم من راتبه بسبب التأخير؟ أما كان من الواجب عليه أن يخرج من منزله باكراً بدلاً من شتم المدير واستجدائه؟. عزيزي القارئ كن على علم أنه ما من داء إلا وله دواء وما من مشكلة إلا ولها حل، ولك حرية الاختيار إما بالحل المؤقت الذي غالباً ما يعيد لك نفس المشكلة من جديد أو الحل الجذري، إن إقصاء النبتة الخبيثة من الجذور أو قلع الضرس المؤلم أو ردم الحفرة القاتلة هو سبب مريح للضمير، لا يشغل البال ولا يديم التفكير بعد القيام به، قد يكون مكلفاً أو مؤلماً أو يأخذ وقتاً أطول لكنه مريح، اتعب وتحمَّل قليلاً حتى ترتاح كثيراً.