كشف وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله الحصين أن نتائج الدراسات المكثفة على حقل الوجيد غربي الربع الخالي، تؤكد توفره على كميات كبيرة من المياه وسيكون مصدرا لتغذية محافظات عسير بكميات هائلة من المياه ولسنوات طويلة. وأوضح الوزير الحصين مخاطباً أهالي محافظة بيشة أمس الأول أن الدراسة أجريت من قبل شركة ألمانية على مساحة تقدر بثلاثين ألف متر مربع. وخصص للآبار من هذه المساحة 8000 كم مربع ستغذي بيشة ومحافظات عسيرالشرقية. وأبان وزير المياه والكهرباء أن الاستشاري سيبدأ بعد أسبوعين دراسة مسار الخط إلى تثليث وبيشة وسيطرح المشروع في مناقصة عامة يدعى لها المقاولون المصنفون في الدرجة الأولى، وسيكون التنفيذ من أكثر من مقاول على جزءين مؤكداً أن تنفيذ المشروع لن يعيقه أي عائق سواء من الإجراءات الرسمية أو الاعتمادات المالية، وسيكون من أولويات المشاريع التي تدعمها الوزارة. وعد وزير المياه والكهرباء المهندس عبد الله بن عبد الرحمن الحصين سكان محافظة بيشة بحلول عاجلة وجذرية لمشكلة نقص المياه في المحافظة ومراكزها وقراها. وأكد الوزير الحصين، في زيارته أمس للمحافظة، اهتمام وزارته بتأمين المياه في بيشة وقراها عبر عدة حلول قصيرة وطويلة الأجل. ووقف وزير المياه والكهرباء على محطة الأشياب، والتقى عددا من المواطنين هناك، واستمع إلى معاناتهم وشكاواهم، ووعدهم بحلها. انتقل عقب ذلك إلى قرية الغفرات الواقعة على وادي ترج، وشاهد مشروع الآبار الإرتوازية التي حفرتها الوزارة هناك ضمن خطة الطوارئ المؤقتة، واستمع إلى وجهة نظر سكان القرية الذين أبدوا تخوفهم من استنزاف المياه الجوفية في القرية، التي يعتمدون عليها في زراعتهم واستخداماتهم المنزلية، وطالبوا الوزير بإيجاد بدائل في حال حدوث أزمة مياه في قريتهم، وقطع لهم المهندس الحصين وعداً بأن الوزارة ستوقف العمل في الآبار في حال ثبت للوزارة أن هناك تأثرا للمصادر في الوادي من هذه الآبار. واجتمع وزير المياه والكهرباء مع مسؤولي المياه في عسيروبيشة، والتقى وكيل محافظة بيشة محمد بن مشحن الغثيم وعددا من مشايخ القبائل وعددا من المسؤولين في المحافظة، واستمع إلى عدد من الكلمات التي لخصت مشكلة سكان محافظة بيشة مع المياه مطالبين الوزير إيجاد حلول عاجلة وجذرية، وجلب المياه المحلاة بالصهاريج من أبها إلى بيشة وعدم الاعتماد على مياه الآبار التي حفرتها الوزارة في بعض الأودية البعيدة. وأوضح الوزير الحصين أن مياه البحر تغذي المملكة بشكل عام بحوالى بليون متر مكعب «هي عامل مساعد للمصادر الجوفية، وأرقام الوزارة تؤكد أن المياه الجوفية التي تغذي المملكة تقدر ب 21 بليون متر مكعب أي ما يعادل 21 ضعف مياه البحر المحلاة المستهلكة والمقدرة ب 5 في المائة من المياه المستهلكة في المملكة، وجميع الأماكن التي استغلت فيها مياه البحر لا تتوافر فيها مياه جوفية»، وبالنسبة لمحافظات شرق منطقة عسير وهي بيشة وتثليث وطريب قال الوزير الحصين، إن الوزارة كانت تخطط إلى جلب المياه لهذه المحافظات من وادي الدواسر «لكن الدراسات واجهتها الكثير من الصعوبات وصرفنا النظر عنه، ولجأنا إلى عمل دراسات أخرى قامت بها شركة GTZ الألمانية بعمل الدراسات المكثفة على حقل الوجيد غربي الربع الخالي، وانتهت الدراسة التي أجريت على مساحة تقدر بثلاثين ألف متر مربع، وتؤكد النتائج أن حقل الوجيد تتوافر فيه كميات كبيرة جدا من المياه، وهو مصدر لتغذية محافظات شرق عسير بكميات كبيرة ولسنوات طويلة، وسيكون أفضل من جلب المياه المحلاة من البحر، وتم حجز مساحة 30 ألف كيلو متر مربع، وخصص للآبار من هذه المساحة 8 آلاف كيلو متر مربع، والمسافة إلى بيشة 250 كيلو مترا، والطريق سهل، وهذا هو المصدر الدائم الذي سيغذي بيشة في المستقبل، وسيغطي محافظات منطقة عسير بالمياه». وأكد وزير المياه أن الاستشاري سيبدأ بعد أسبوعين دراسة مسار الخط إلى تثليث وبيشة، وسيطرح المشروع في مناقصة عامة يدعى لها المقاولون المصنفون في الدرجة الأولى، وسيكون التنفيذ من أكثر من مقاول على جزءين، مشيراً إلى أن لدى الوزارة مقاولين يعتمد عليهم لتنفيذ مثل هذا المشروع، ولن يعوقه أي عائق، سواء من الإجراءات الرسمية أو الاعتمادات المالية، وسيكون من أولويات المشاريع التي تدعمها الوزارة، «الوجيد سيغذي بيشة بأضعاف الأضعاف من احتياجها لسنوات طويلة، وهو مساوٍ للتحلية، بل يفوقه أماناً واستمرارية». وأوضح الوزير الحصين أن «لدى الوزارة حلا آخر يكمن في جلب المياه المحلاة من خميس مشيط على حساب الدولة، وتوجها لحفر آبار إرتوازية في السد لزيادة المصادر في أماكن مناسبة للحفر، كل هذه الحلول ستساهم في التغلب على المشكلة، والمسؤولون في الوزارة يولون كل جزء من الوطن اهتمامهم بأمانة، وليس هناك منطقة تعامل معاملة تختلف عن منطقة أخرى». وشدد الوزير الحصين على الترشيد في استخدامات المياه، واستخدام أدوات الترشيد التي توزعها الوزارة وفروعها، والتركيز على ذلك في كل استخداماتنا، والأولوية في المرحلة الثانية من الوسائل ستتركز في المساجد والمدارس ونرجو من الجميع التعاون في هذا المجال، والمشكلة في بيشة ملء السمع والبصر ويعلم الله أن الاهتمام بهذه المشكلة ليس وليد اللحظة، وكان للوزارة وفروعها في أبها وبيشة جهود لإيجاد الحلول والبحث عن المصادر الأخرى لتغذية بيشة بالمياه لمواجهة هذه الأزمة. واختتم الوزير الحصين حديثه لأهالي بيشة بالتأكيد على أن جلب المياه المحلاة من أبها إلى محافظة بيشة هو خيار ستبدأ الوزارة في تنفيذه سريعاً، لمواجهة المشكلة، مع البدء في تنفيذ مشروع حقل الوجيد لتغذية بيشة وتثليث في القريب العاجل، كما وعد بالعمل على تنظيف بحيرة السد من الرواسب