ما أن أعلن عن فوز الدكتور محمد مرسي برئاسة مصر، حتى ظهرت بوادر تغيير في ملامح الخطاب الإعلامي لدى أغلب الفضائيات المصرية ومُقدمي البرامج بشكل لافت للنظر، بعد أن عانى الإعلام انفلاتاً وتخبطاً بدأ منذ اندلاع ثورة 25 يناير وحتى الآن، ما أسفر عن العديد من الأزمات الداخلية والخارجية، وإصابة الجمهور بالإحباط. وفي ظل هذا التغير والتبدل توقع خبراء في الإعلام وعدد من مقدمي البرامج المزيد من التخبط والعشوائية في الأداء خلال الفترة المقبلة بحجة الديمقراطية"، ويظهر على السطح ما عُرف إعلامياً ب"المتحولون" إبان اندلاع ثورة يناير وهم الذين غيروا مواقفهم متبرئين من نظام مبارك بعد مساندتهم له. ورأوا أن الفترة المقبلة ستفرز شريحة جديدة أيضاً من "المتحولين" تأييداً لمرسي بعد أن كانوا ضده، وهناك من يثبت على موقفه المحايد إما لالتزامه بالموضوعية أو خوفاً على مكتسباته، وأرجعوا السبب في ذلك إلى القيود التي فرضت على الإعلام في مصر لأكثر من 60 عاما، ما أفرز إعلاميين غير مهنيين، وعندما لاحت الديمقراطية في الأفق، تناول كل منهم القضايا من وجهة نظره الخاصة بعيدا عن المهنية والحيادية والموضوعية. وفي أول يوم لتولي الدكتور مرسي رئاسة الجمهورية، كان الخطاب الإعلامي مختلفا تماماً، ليعلن الإعلامي الدكتور توفيق عكاشة وعبر قناته " الفراعين" عن انتهاء شهر العسل بينه وبين "المجلس العسكري"، ليشن هجوماً حاداً عليه بحجة مساندته الإخوان على حساب الفريق أحمد شفيق في الانتخابات، بعد أن كان عكاشة أبرز المدافعين عن سياسات "العسكري"، كذلك تهافتت أغلب الفضائيات على استضافة كوادر وأعضاء حزب "الحرية والعدالة" رغم تجاهلهم في الفترة الأخيرة، في محاولة لمغازلتهم، وهو ما بدا واضحاً في طريقة الحوار، وكان أول المسارعين بتلك الخطوة، الإعلامي عمرو الليثي قناة "المحور" والإعلامي عماد الدين أديب في قناة "سي بي سي"، بينما التزم كل من الإعلامية لميس الحديدي، وخالد صلاح على قناة " النهار" الحيادية التامة، فيما واصل التليفزيون المصري والإعلامي محمود سعد على "النهار" سياسة التأييد المطلق. الأديبة الدكتورة لميس جابر قالت ل"الوطن" " سيبقى الوضع على ما هو عليه بالنسبة للإعلام، والتخبط والتشهير سيكونان عنوان الفترة المقبلة تحت شعار نحن في زمن الحرية"، متوقعة ظهور شريحة جديدة من مقدمي البرامج المتحولين، ومؤيدي الرئيس الجديد كما كان هناك مؤيدون لمبارك، ومن بعده المجلس العسكري.