من طبيعة البشر التأثر بغيرهم إما سلباً أو إيجاباً، لكن من أراد الصعود إلى قمة الشهرة الإيجابية بسرعة البرق دون أن يجتهد ويتعب في بناء نفسه بنفسه ويبني نفسه ذاتياً، ويشق طريقه دون الاعتماد على غيره، ليثبت عصاميته التي تقوده إلى المجد والسؤدد، فإنه يلجأ إلى تقليد ومحاكاة من سبقه في المجال، ومحاولة تجاوزه في الخبرة والتمرس، والسعي إلى تحقيق نجاحات لذاك الذي أضحى اسمه لامعاً وبصماته واضحة جلية، وله قاعدة جماهيرية لا يستهان بها من محبيه، والمغرمين به، فهو كما يقال علم في رأسه نار، يعرفه الصغير والكبير والقاصي والداني. وفي هذه الحالة قد يحقق بعض ما يريده ويصبو إليه، لكن بسبب عدم وجود أشياء بارزة لديه، فإنه مهما تفنن في التقليد وأتقن اللعبة باحترافية، إلا أن صورة ذاك الأنموذج، هي التي تطفو على السطح، وتستحوذ على الأضواء، بل هي الصورة الحقيقية التي تجذب الأعين وتطرب الآذان وتنعش الأفئدة وتستحوذ على المشاعر، لتبقى أنت أيها المغرم بالتقليد والمحاكاة، طوال حياتك لست إلا ظلاًّ لتلك الصورة الحقيقية.