في مجتمعات العالم ومجتمعنا خاصة هناك من يقف على رجليه بعد تعثرات كثيرة وهناك من يقف على أكتاف الآخرين.. من يقف على رجليه فهو إنسان عصامي ومن يقف على أكتاف الآخرين فهو إنسان عظامي.. ولتوضيح ذلك بصورة جلية الإنسان العصامي ببساطة هو ذلك الإنسان الذي يبني نفسه بنفسه ويرسم مستقبله بعيداً عن التدخلات الخارجية المحيطة به ومع هذا التوجه لا يخلو الأمر من وقوف آخرين معه بشتى الصور، تلفت من حولك ستجد عصاميين تعتز وتفخر بهم وتشد على أيديهم، همسة في إذن الإنسان العصامي لا تنكر الجميل مهما كان صغيراً في نظرك لمن وقفوا معك في البدايات.. الإنسان العظامي هو ذلك الإنسان الذي يرتقي سلم المجد والشهرة على أكتاف الآخرين ويبني مستقبله على عظام الآخرين ويتنكر ذلك بصوت عال.. تلفت إلى من حولك ستجد هناك الكثير والكثير من العظامين الذين يتبجحون بما وصلوا إليه من مكانه مرموقة في المجتمع، أليس هذا ظلماً ونقصاناً في حق من وقفوا معهم في البدايات. بين الفينة والأخرى نسمع أو نقرأ مقابلات شخصية في وسائل الإعلام مع أناس ينسبون فضل نجاحهم في بداية حياتهم للآخرين قمة الإنسانية وحفظ الجميل وهذا ما يثلج الصدر ويضع النقط على الحروف.. ولعلي أورد بعض الأمثلة بهذا الصدد زوج معدوم فقير، والفقر ليس عيباً تزوج من فتاة غنية مرموقة انتشلته من وضعة تنكر لزوجته ونسي من تكون؟.. أليس هذا إنسان عظامي؟.. شاعر مغمور مبتدئ وقف إلى جانبه شاعر مشهور ومعروف وله وزنه، وحين وصل ذلك الشاعر المغمور إلى قمة الشهرة بسرعة فائقة تنكّر الجميل ونسب النجاح لنفسه أليس هذا إنساناً عظامياً.. جميل أنْ ننصف الآخرين مهما كان الأمر سهلاً وبسيطاً في نظرهم فالحياة دوائر كثيرة تقذف بنا كيف شاءت من دائرة إلى أخرى لكننا نتمسك بالدائرة التي تلبي حاجاتنا ونشكر ونقدر من ساعدنا ووضعنا في الدائرة التي تتناغم وتنسجم مع طموحاتنا.. الإنسان العصامي والإنسان العظامي شخصان يسيران في خطين متوازيين لا يمكن أن يلتقيا مهما طال أو قصر الزمن. في النهاية يسعدني كثيراً حين أسمع عن إنسان عصامي يقدم الشكر والامتنان لمن وقفوا أو وقف معه في البدايات والحمد لله يوجد الكثير في مجتمعنا.