يبدو أن الممثلة هدى حسين، بحثت كثيراً عما يعيد لها تاريخها المشرف في الساحة الفنية، فلم تجد سوى مطربة الخليج الأولى أحلام، كي تعينها بشكل غير مباشر على إعادة تألقها، والأمر نفسه بالنسبة للمنتج باسم عبد الأمير، الذي تكبد خسائر فنية في الفترات الأخيرة، ولم تحظ أعماله الفنية بالقبول المطلوب، فلجأ إلى الفنانة "أحلام" ربما تعوضه عن بعض خسائره، والتقت رغبة "هدى" و"باسم" في مسلسل "الملكة" الذي يقتبس جزءاً كبيراً من قصته من السيرة الذاتية للفنانة أحلام، التي هددت باللجوء إلى القضاء إذا ثبت أن المسلسل يحاكي قصتها. ورغم نفي هدى في أكثر من مناسبة، وآخرها في مداخلة لها في برنامج على إذاعة صوت الخليج القطرية وكان البرنامج من تقديم الفنان خالد الشيخ، أن قصة المسلسل لا تستند على قصة شخص بعينه، ورغم التأكيد الذي جاء على لسانها للفنانة أحلام، بأن "الملكة" ليس له علاقة من قريب أو بعيد بقصة حياتها، إلا أن المسلسل يلامس أحداثا حقيقية، وقعت في حياة أحلام، ويتطرق أيضاً إلى جوانب من حياة الفنانة الكويتية نوال. ومعروف في الوسط الفني، أن لقب "الملكة" يطلق على الفنانة أحلام، التي أكدت أكثر من مرة، أنها ملكة الغناء في الخليج، في الوقت نفسه، لم يجد باسم عبد الأمير حرجاً أن يطلق هذا الاسم على مسلسله، مؤكداً أنه "صدفة"، وفي مشهد من مشاهد المسلسل، جاء على لسان الفنانة هدى حسين عبارة "ما في الخليج سواي وأحلام ونوال"، وهي العبارة التي ترددها أحلام عن نفسها وعن نوال فقط، كنجوم الطرب في منطقة الخليج، ولا ندري هل هذا جاء صدفة أيضاً أم عن قصد، وفي أحداث المسلسل، تزوجت الفنانة التي تجسد شخصية الفنانة نوال، من ملحنها الذي وقف بجانبها، في محاكاة للواقع، عندما تزوجت الفنانة نوال من ملحنها مشعل العروج، ولم يخبرنا باسم عبد الأمير، أو هدى حسين، هل هذا الموقف صدفة، أم أن "المخرج عاوز كده" على رأي إخواننا المصريين. أن لقب "الملكة" يطلق على الفنانة أحلام، التي أكدت أكثر من مرة، أنها ملكة الغناء في الخليج، في الوقت نفسه، لم يجد باسم عبد الأمير حرجاً في أن يطلق هذا الاسم على مسلسله، مؤكداً أنه "صدفة" نفي هدى حسين بأن المسلسل ليس له علاقة بقصة نوال أو أحلام، لم ينطلي على الكثير، خاصة أن هدى تعمدت أن تصنع أشياء تعودت عليها أحلام، وأكبر دليل على ذلك، المؤتمرات الصحافية التي تعقدها هدى في مشاهد المسلسل قبل انطلق حفلاتها، وهو أمر تعودت عليه أحلام دون سواها من مطربات الخليج. بقي التذكير بأن باسم عبد الأمير، سبق أن أنتج عملاً بعنوان "نجمة الخليج" بطولة هيفاء حسين، وأراد فيه محاكاة قصة نجوم في الوسط الفني، دون الحصول على إذن مسبق منهم، ورغم ذلك لم ينجح العمل، وأراد أن يكرر الأمر مع هدى حسين، في "الملكة"، مع التطرق إلى قصة أحلام، وفي الوقت نفسه، ينفي نفياً قاطعاً ومعه هدى، أن القصة ليس لها علاقة بأحلام أو غيرها. وإحقاقاً للحق، لا نبالغ إذا أكدنا أن هدى حسين نجمة كبيرة في الخليج، ولها شعبية لا يستهان بها، ولها أعمال خالدة في ذاكرة التاريخ الفني لمنطقة الخليج، إلا أنها أخطأت في "الملكة"، عندما تتطرق لقصة نجمة بوزن أحلام، دون إذن مسبق منها، وأخطأ أيضاً المنتج باسم عبد الأمير، عندما تصور أن بإمكانه أن يعوض خسارته الفنية، عبر السطو على قصص النجوم بهذه الفجاجة غير المقبولة، ويبقى الكاسب الوحيد في الأمر، هي الفنانة أحلام، التي وصلت شهرتها الآفاق، وأغرت هذه الشهرة البعض لملامستها ، بطريقة أو بأخرى، والأيام وحدها كفيلة بإعطاء كل فنان حقه، سواء من الشهرة الحقيقية، أو الشهرة المزيفة.