مسلسل التفحيط في شوارع العاصمة الرياض وغيرها من مدن المملكة، آخذ بالاستمرار رغم الأحداث المأساوية التي استفاق عليها السعوديون مؤخرا، وما تلاها من حكم بقتل المفحط "مطنش" تعزيرا نتيجة تسببه في مقتل عدد من المواطنين الأبرياء خلال ممارسة التفحيط. حي الروضة شرق الرياض العاصمة، يشتهر بكونه يحتل مساحة واسعة من اهتمامات المفحطين بمختلف مشاربهم، مثله مثل بعض أحياء الجنوب التي لا تكاد تخلو من هذه الظاهرة اليومية، وهو ما حدا ب"الوطن" إلى أن تكون موجودة في أحد هذه التجمعات والتجمهرات داخل شوارع الحي، والاستماع إلى شكاوى سكان الحي عن هؤلاء الشباب، في ظل غياب الجهات المسؤولة كما يدعون. وأوضح أبو ماجد أحد سكان الحي أن المفحطين منذ بداية الإجازة بالتحديد جعلوا من حي الروضة مكانا رئيسيا لتجمعاتهم واستعراضاتهم التي أرقت السكان، مبينا أن التجمعات كانت تحدث قبل الإجازة ولكن ليس بشكل يومي كما يحدث الآن، وقال "تبدأ التجمعات في الساعات المتأخرة من الليل وحتى ساعات الصباح الأولى". وطالب أبو ماجد بضرورة الإسراع بمعالجة هذه الظاهرة من قبل المرور والجهات ذات الاختصاص ومعاقبة هؤلاء ووضع العقوبات الصارمة لكي تكون رادعة لهم. واتفق معه أيمن العدوان وزاد الذي يحدث الآن من تجمعات واستعراض أرق مضاجع السكان وقال أعداد هؤلاء الشباب كثيرة وأغلبيتهم مراهقون لا يراعون حرمة الحي، مضيفا إلى أنه حاول الوقوف حيال هذه التجمعات بالحديث مع البعض منهم ولكن دون جدوى، مما استدعى إلى الاتصال على المرور لإرسال دورية لفك هذه التجمعات، ولكن لم يأت أحد مطالبا الجهات المعنية بضرورة الوقوف على هذا الأمر الذي أصبح كابوسا يوميا يعانيه سكان حي الروضة. من جانبه أوضح ناصر الرويلي أحد كبار السن، إن الذي يحدث الآن من التجمعات أذهب الطمأنينة عني وعن أبنائي، وقال إنه خرج لأداء صلاة الفجر ورأى هؤلاء الشباب يقومون بإغلاق مداخل الحارات لكي يعطوا مجالا للاستعراض والتفحيط. وتسائل العم ناصر عن الدوريات الأمنية مطالبا بالأخذ على يد هؤلاء العابثين براحة السكان، مضيفا أن التجمعات تبدأ من الساعة الواحدة وحتى السابعة صباحا، وخلال تلك الفترة الطويلة لا يجد من يردعهم مطالبا ذوي الاختصاص بوضع حد لهذا الأمر الذي أسماه "بالمهزلة". فيما أبدى بعض أهالي الحي استياءهم لهذه التصرفات غير المسؤولة التي تنعكس على الوجه الحضاري للبلد، مطالبين بالتدخل الفوري للحد من هذه التجمهرات التي تعرض حياة السكان للخطر سواء بالأرواح أو الممتلكات. "الوطن" حاولت مرارا وعلى مدار تقارير سابقة التحدث لأحد مسؤولي مرور منطقة الرياض حول هذه المسألة، غير أنها لم تجد تفاعلا.