عبر مثقفون وأدباء عن تقديرهم للحراك الثقافي الذي أحدثته هيئة الأدب والنشر والترجمة بتنظيمها سلسلة من الندوات الثقافية الافتراضية، والتي تناولت شؤوناً متنوعة من الفكر والثقافة والفنون، في تجاوز لكل المعوقات التي فرضتها جائحة كورونا على الحراك الثقافي. تقليص الزيف أكد الكاتب والأديب يحيى العلكمي أن هذه المبادرة جاءت داعمة لحضور المثقف، وتواصله مع المشهد الثقافي "حيث إن دخول المثقف إلى عوالم التقنية عبر وسائل التواصل الحديثة، أتاح له فرصة ذهبية، في ظل هذه الظروف التي أوجبت التباعد، بالبقاء على تواصل مع من أحبوا حرفه وتماهوا مع نتاجه، وكذلك مهّد الطريق لفئات أخرى، كانت ترى أن الثقافة قلاع محصنة، لا يدخلها إلا من امتلك مفاتيح معينة". وأضاف: "لقد أصبح الناس قادرين على دخول المشهد الثقافي وتلقي معطياته دون حرج أو خوف، مما جعلهم بالفعل يعيدون ترتيب الأولويات في متابعة من يرفد معارفهم، ويضيء لهم زوايا كانت نخبوية غير واضحة المعالم بعد تفشي موجة التسطيح التي تسيّدها المشاهير المزيّفون في فترات طويلة سابقة". مشيراً إلى أن لهذه البادرة تأثيرا إيجابيا يتمثل في تقريب المثقفين من مجتمعاتهم "وستعمل هذه الندوات الافتراضية على ردم الفجوة، وهي فرصة ليخرج بعضهم من القلاع والصوامع، فيأكلون الطعام مع أهليهم ويمشون في الأسواق!". تخليد الإبداع أضاف المفكر والأديب حسن مشهور: "إن مبادرة هيئة الأدب والنشر والترجمة، شكلت دافعاً للمثقف السعودي، للاتجاه بجدية لتحقيق حضوره الثقافي واتصاله مع قرائه الافتراضيين، وضمان تعزيز تفاعله في الساحة الثقافية السعودية، واستكمالاً لوضع بصمته الأدبية على المشهد الثقافي. وهو أمر يشكر عليه القائمون على فكرة هذه الندوات الثقافية الافتراضية، لكونها أشبه بنافذة ضوء واعد، لمجمل المثقفين السعوديين لاقتفاء أثره، ومن ثم العمل على منواله". نمذجة الثقافة شبّه الكاتب الدكتور فهد البكر ما تقوم به هيئة الأدب والنشر والترجمة من جهود لدعم حركة الثقافة والأدب، بتحقيق الأحلام وتحويلها لواقع. وقال: "إن جهود الهيئة أمر يثلج الصدر، حتى إنني في الآونة الأخيرة كلما راودتني فكرة ثقافية أطمح إلى أن تقوم هذه الهيئة بتنفيذها أجدها تمتثل أمامي". مضيفاً أن: "هذه المبادرات الفاخرة تعد قيمةً ثقافية مهمة، فالثقافة ليست قوالب جامدة، بل هي نموذج من التفاعل المثمر، والتواصل البناء والهادف، كما أنها تختصر الوقت، والجهد، والمسافات، وتساهم في تشكيل معرفة جديدة، وفي رسم الثقافة ونمذجتها، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى إعادة صنع الثقافة بشكل يتناسب مع ظروف المرحلة، لا سيما في ظل الزمن المتسارع، والوسائل الحديثة".