تباينت آراء مهتمين بالشأن الثقافي عن مدى جدوى «الصالونات الثقافية»؛ البعض يرى أنها بمثابة «دكة» لقضاء الوقت، وآخرون يؤكدون أنها لعبت دورا بارزاً في نشر الثقافة، رغم غياب خطواتها السريعة المساعدة على تطويرها وتحويلها لمنابر ثقافية، وفئة رأوا ضرورة تنظيمها ووضعها تحت مظلة جهة ترعاها وتحتويها. وعن بداية «الصالونات الأدبية»، توضح الأديبة حليم الفرجي أن الفكرة ليست جديدة، ففي بداية العهد السعودي كان هناك مجموعة من العلماء والأدباء والمثقفين كانت لهم اجتماعات ولقاءات تسمى في مصطلحهم «قيلة وليلة»، فالقيلة جلسة تعقد نهارا في أحد بساتين المدينة، أما الليلة فهي جلسة تعقد في الليل، وتكون المناقشات في كافة شؤون الأدب والعلم والمعرفة، وكانت تميز هذه اللقاءات غياب الفوارق الاجتماعية والوظيفية بين المجتمعين، وظهور روح الانسجام والتوافق بينهم. وأضافت «الفرجي» لدي ملاحظة وهي قلة الصالونات الأدبية النسائية، ونحن في منطقة جازان لدينا «صالون فاطم الثقافي» للأديبة فاطم عطيف الحريصة على وجود حراك نسائي في المنطقة بإقامة الندوات والأمسيات، وهو مجهود تشكر عليه. من جانبه، قال عضو الرابطة العربية للثقافة والفكر والأدب عضو الاتحاد الخليجي الثقافي الأديب جديع العبداني: «الصالونات الثقافية تشكل متنفساً مهماً للكثير من المثقفين وغيرهم من المهتمين بأدوارهم في المساهمة في بناء نهضة المجتمع، لما توفره تلك التجمعات من بيئة ثقافية فعالة لتشكيل منتج ثقافي ناضج يتطلع إليه الكثيرات من المثقفين»، مؤكدا أن لتلك الصالونات دورا في الحراك الثقافي من خلال اللقاءات والأمسيات التي تقيمها، ووجود العديد من الأدباء والشعراء والمثقفين والرواة. أما الأديب عوض الهجلة، فقال: «الصالونات الثقافية» تعد البذرة والنواة والشرارة الأولى لأي تفاعل ثقافي في المجتمعات، إذ تتنوع مناحيها واتجاهاتها، ولكن يعاب على بعضها مركزية القرار فيها، وضعف العمل بروح الفريق الواحد». أما صاحب ديوانية «قصر الحومة الثقافي» الدكتور محمد الشلاحي، فقال: «تجربة الصالونات الثقافية تجربة ثرية، ورافد أدبي مهم للمؤسسات الرسمية، مثل الأندية الأدبية والجمعيات الثقافية، ووجودها يظهر الدور الحيوي الحيوي في تواصل المهتمين ومحاورتهم فيما يستجد من أحداث».