تدفق مئات الآلاف من المحتجين في شوارع المدن والبلدات السورية أمس في جمعة "واثقون بنصر الله"، وذلك غداة واحد من أكثر الأيام دموية منذ بدء الاحتجاجات قبل 15 شهرا سقط فيه أكثر من 180 قتيلا. وخرجت تظاهرات في مدن وبلدات وقرى عدة في محافظات حلب وإدلب ودرعا وحمص وريف دمشق واللاذقية ودير الزور، وفي دمشق. وارتفعت حصيلة الضحايا في أعمال العنف في سورية أول من أمس إلى 183 قتيلا بينهم 60 عسكريا و15 مقاتلا معارضا. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مواطنين قتلا أمس في "قصف تتعرض له مدينة دوما ومحيطها من القوات السورية التي تحاول السيطرة على المدينة". وأظهر تسجيل فيديو بث على الإنترنت سوريين في بلدة دوما وهم يكفنون قتلى خضبت الدماء جثثهم في ساعة مبكرة من صباح أمس. وقال ناشطون إن أكثر من 50 من بين الذين قتلوا أول من أمس سقطوا في دوما على بعد 15 كيلومترا من العاصمة دمشق. وفي الفيديو ظهرت جثث مصفوفة فيما قال ناشطون إنه شارع في دوما. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 41 شخصا قتلوا في البلدة بينما قدر ناشطون عدد القتلى بما يصل إلى 59 قتيلا أو أكثر. وقال الشخص الذي كان يصور المشهد "دوما صباح 29 يونيو 2012. هذه مذبحة ارتكبت ضد سكان دوما. الله المنجي هنا أسرتان بالكامل بين القتلى.. الله في عوننا". وأمسك رجل بجثة طفلة ترتدي قميصا ورديا مخضبا بالدماء. وقال "هذه مذبحة أخرى من مذابح الأسد وشرطته السرية". واستطرد "هذه مذبحة أخرى من مذابح المجتمع الدولي أو كل الدول الكبرى التي تآمرت على شعبنا". ويستمر القصف والاشتباكات العنيفة في أحياء عدة من مدينة حمص، من دون أن تنجح بعد محاولات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في الدخول إلى المدينة لإجلاء الجرحى والمدنيين. وأفادت لجان التنسيق المحلية عن "قصف مدفعي عنيف على حي جورة الشياح في حمص وسط إطلاق نار كثيف من رشاشات جيش النظام الثقيلة". وجدد المرصد السوري مناشدة "كافة المنظمات والهيئات ومنظمتي الهلال والصليب الأحمر إرسال طواقم طبية بشكل عاجل إلى مدينة حمص" حيث يوجد حوالي ألف عائلة محاصرة. وجاء في البيان "تتعرض مدينة حمص لأشرس هجمة عسكرية منذ انطلاق الثورة مع حصار خانق على أحياء الخالدية وجورة الشياح والقصور والقرابيص وكافة أحياء حمص القديمة منذ ما يقرب الشهر، الأمر الذي جعل من الوضع الإنساني كارثيا على كافة الصعد".