استخدمت الشرطة السودانية الغازات المسيلة للدموع لتفريق احتجاجات مناوئة للحكومة في شوارع الخرطوم عقب صلاة الجمعة. وقال شهود عيان إن جنود الأمن طوقوا مسجد الإمام عبد الرحمن المهدي في حي ودنوباوي بأم درمان وهاجموا المحتجين الذين ردوا برشقهم بالحجارة بينما اكتسبت الاحتجاجات ضد إجراءات التقشف زخما جديداً. كما تظاهر مئات الأشخاص في مدينة الخرطوم بحري. إلى ذلك يقود رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي مبادرة جديدة لعقد لقاء قمة يجمع الرئيس السوداني عمر البشير ونظيره الجنوبي سلفا كير ميارديت في أديس أبابا مطلع الأسبوع المقبل لبحث المشكلات العالقة بين البلدين. وترى القيادة الإثيوبية والوساطة الأفريقية أن اللقاء سيعود بمردود إيجابي على تطور العلاقات بين البلدين. ورجَّحت مصادر مطَّلعة أن يعقد اللقاء الأسبوع المقبل، أو على هامش القمة الأفريقية التي ستشهد أيضاً بحث قضيتي الحدود والأمن. وكانت الوساطة الأفريقية قد حدَّدت الخامس من يوليو القادم موعداً لاستئناف المحادثات بين البلدين بأديس أبابا. وامتدح الوسيط الأفريقي ثابو أمبيكي الطرفين ووصف محادثاتهما بالجادة، وقال "الوفدان أبديا نضجاً كبيراً وجدية في مقاربتهما للمفاوضات وهذا أمر جيد"، كما أعلن رئيس الوفد الجنوبي باقان أموم أنهم توصلوا لتفاهمات في الجولة المنتهية، مشيراً إلى أن الجولة المقررة القادمة ستناقش كل القضايا دون تحديد أو شروط مسبقة. وقال إن الأجواء التي سادت الجولة المنتهية يمكن أن تقود إلى منهج إستراتيجي للتفاوض خلال الجولة المرتقبة. من جهة أخرى ردَّت الحكومة السودانية بعنف على مطالب الولاياتالمتحدة لها ببدء إجراءات إصلاحية تلبي طموحات المواطنين وعدم قمع المتظاهرين. واتهمت واشنطن بالتدخل السافر في شؤونها الداخلية وطالبتها بالتخلي عن ازدواجية المعايير والتعامل وفق الحقائق والمعلومات الصحيحة وليس عبر الدعاية السياسية وتزييف الحقائق. وقالت الخارجية في بيان "واشنطن غير مؤهَّلة لتقديم النصح في الوقت الذي تقصف فيه الأبرياء في مختلف مناطق العالم وتقمع المتظاهرين في حملة وول ستريت".