بالرغم من ربط الكثير وجود الرعاية التلطيفية بجوار المريض بالموت واليأس من علاجة فإنها أحد أهم المجالات الطبية التي تساهم في منع أو تخفيف الآلام النفسية أو العضوية التي تنتابه، حيث أوضح استشاري طب الأطفال والرعاية التلطيفية ورعاية الحالات المزمنة خالد الغامدي ل»الوطن» أن الرعاية التلطيفية عبارة عن تخصص يعنى بالمريض بشمولية من عدة نواح تشمل الجوانب: الصحي، الاجتماعي، الديني والوظيفي، وتمتد إلى الاهتمام بذوي المريض، والرعاية التلطيفية للكبار تعتبر تخصصا دقيقا يستكمل بعد الحصول على شهادة التخصص العام (البورد) في طب الأسرة، وبالنسبة للرعاية التلطيفية في الأطفال، فتكون بعد الحصول على شهادة التخصص العام في طب الأطفال، وتعادل شهادة التخصص العام شهادة الدكتوراه. ركيزة أساسية أشار الغامدي إلى أن التخصص يشمل عدة مقوّمات أولها، «جودة الحياة « كركيزة أساسية، وتصاغ من خلالها خطة شمولية فردية لكل مريض تحتوي على السيطرة على الأعراض بشكل عام، والألم بشكل خاص، كذلك الرعاية المتقدمة، بحيث يصبح لدى المريض والفريق المعالج تصوّر واضح لخيارات العلاج والتدخلات المستقبلية، بناء على طبيعة المرض، أيضا رعاية نهاية الحياة وعلاج الحزن لذوي المريض بعد الفقد، كما بين الغامدي فيما يخص الرعاية التلطيفية في الأطفال، فإنها تزيد عن الكبار بما يسمى «الرعاية التلطيفية لحديث الولادة» بحيث يتم تأهيل الأم لاستقبال المولود غير السليم واستكمال الرعاية المتقدمة له. الربط بالموت أوضحت استشارية الرعاية التلطيفية إيمان خالد أن تدخل هذا النوع من الرعاية في المرضى وخصوصا أصحاب الأمراض المزمنة لا يعني اقتراب موعد موتهم أو اليأس من حالتهم، فكثير من الأشخاص يربطونها بالموت، وهذا غير صحيح، بل هي نوع من تحسين جودة الحياة ولمساعدة الشخص نفسيا وجسديا، وهي رعاية معترف بها من منظمة الصحة العالمية. العناية النفسية أكد الغامدي أن الرعاية التلطيفية كمفهوم يجب أن يتم غرسها في كل طبيب منذ بداية الطريق في مرحلة ما قبل التخرج وبلورتها خلال مراحل التدريب لأنها تعد بمثابة الروح للممارسة الطبية، وفي هذا الصدد أشار استشاري وأستاذ أمراض القلب الدكتور خالد النمر إلى أن جميع طلاب الطب يدرسون علما يسمى «breaking bad news» أو كيفية إيصال المعلومة للمريض بطريقة إيجابية ولها طريقة في الكلام والجلوس وغيره، وحول الأثر النفسي لنقل الأخبار لبعض أفراد العائلة دون استخدام الطريقة المناسبة، أكد النمر أن ذلك قد يسبب صدمة لأهل المريض تكون أكثر من شدة وطأة الخبر على المريض نفسه، لأن المتلقي من العائلة قد تكون نفسيته ضعيفة، وأوضح النمر أنه في بعض الأحيان يتم اختيار فرد واحد فقط من العائلة يكون حلقة تواصل بين الطبيب والعائلة، ولا يسمح لغيره بأخذ المعلومات. شح في التخصص أشار الغامدي إلى أن النظام الصحي الحالي يقدم الرعاية التلطيفية للكبار، وفي مراكز الأورام غالبًا، وتشمل الرعاية المتقدمة والسيطرة على الأعراض والألم، للأسف تتم فقط في مرحلة نهاية الحياة، تابع الغامدي، نتطلع إلى أن يزيد عدد المختصين، وأن تقدّم الخدمة بمفهومها الشامل «الرعاية المتقدمة وجودة الحياة» ابتداءً من التشخيص للمريض بالمرض المزمن ولذويه وامتدادًا إلى ما بعد الفقد لذوي المريض. وحول الرعاية التلطيفية الخاصة بالأطفال نوه الغامدي بأنه لا يوجد رعاية تلطيفية بإشراف طبي من قبل طبيب أطفال على مستوى السعودية، نظرًا لشح المختصين في المجال ويقوم الزملاء في الرعاية التلطيفية في الكبار بتغطية هذا العجز في حالات نهاية الحياة لمرضى الأورام من الأطفال. التحديات عن أبرز التحديات التي يواجهونها كمختصين في الرعاية التلطيفية في الأطفال في النظام الصحي الحالي أكد الغامدي أن التحدّي الأكبر هو توعية صناع القرار بالفئات التي تتطلب رعايتها الرعاية التلطيفية في الأطفال، وتثقيفهم حول أهمية تقديم الرعاية بمفهومها الشامل، ونظرا لانعدام برامج التدريب الداخلية في الرعاية التلطيفية في الأطفال وقلتها في الخارج، فإننا نطمح إلى استحداث برنامج تدريبي محلي مستقل لتدريب الأطباء، ومن التحديات هو قلة الوعي لدى الأطباء والعامة عن مهام فرق الرعاية التلطيفية وخدماتها مما يستلزم العمل عليه، بحيث يستفاد من الخدمة حال توفرها. الخرافات الشائعة حول الرعاية التلطيفية خرافة: إذا كنت بحاجة إلى رعاية تلطيفية، فهذا يعني أنني سأضطر إلى الذهاب إلى مستشفى. حقيقة: يمكنك تلقي الرعاية من منزلك أو مستشفى أو دار رعاية. خرافة: إذا كان لدي رعاية ملطفة فهذا يعني أن أطبائي قد استسلموا ولن أتلقى علاجًا نشطًا لمرضي. حقيقة: يمكنك الحصول على رعاية ملطفة إلى جانب علاجات لمرضك، مثل العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي. خرافة: إن الحصول على الرعاية التلطيفية يعني أنني سأموت قريبًا. حقيقة: يمكنك تلقي الرعاية التلطيفية في أي مرحلة من مرضك، ويتلقى بعض الأشخاص الرعاية التلطيفية لسنوات، بينما يتلقى الآخرون الرعاية في الأسابيع أو الأيام الأخيرة. الفئة المستهدفة: مرضى السرطان أمراض القلب المزمنة أمراض الرئة المستعصية مرضى الفشل الكبدي والتشمع مرضى نقص المناعة المكتسب مرضى الزهايمر الاضطرابات التنكسية سواء كانت عقلية أو جسدية