عندما تعاني أنت أو من تحب من المرض الشديد، المصحوب بألم أشد وأعراض أخرى يصعب التحكم فيها ويقف الفريق الصحي عاجزاً عن تقديم العلاج الشافي فإن هذا المرض يقلب ميزان حياتك رأسًا على عقب، قد تشعر بالعجز أو بالوحدة، بل قد يصعب عليك الاستمتاع بطعم الحياة وحينئذ لن تجد أمامك إلا الطب التلطيفي وفريقه يبسط يده إليك مُرحباً ومُقدمًا حياة جديدة مملوءة بالراحة والسعادة. يحتفل العالم كل عام يوم 13 أكتوبر باليوم العالمي للرعاية التلطيفية، وتركز الرعاية التلطيفية في الأساس على الراحة والمواساة. إنها رعاية من نوع خاص، رعاية توفي باحتياجات كل شخص. أنها تعنى بتخفيف الآلام وتخفيف حدة أعراض المرض بقدر المستطاع. إن فهم معنى الرعاية التلطيفية قد يساعدك في اتخاذ أصوب قرار حول نوع الرعاية التي تحتاجها. يمكنها أن تساعدك في التحكم في الآلام والأعراض الأخرى المصاحبة للمرض. لا يقتصر عمل فريق الطب التلطيفي على التحكم في الآلام بل يبين للمرضى أفضل طريقة يتعايشون بها مع المرض كما أنها تعنى بالأعراض الأخرى المصاحبة للمرض من خلال طرق عديدة ومنها الأدوية والعلاج. كما يقدم فريق الرعاية أيضا الاستشارة والدعم الأسري. إنهم يعالجون حاجة المريض المادية والروحية والوجدانية بقدر المستطاع أي أنهم يتعاملون مع المريض وأسرته من جميع النواحي. ولا يقتصر دور الرعاية العلاجية على الطبيب فقط فهناك فريق كامل يتضمن الأطباء والتمريض وأخصائي الخدمة الاجتماعية والأخصائي النفسي وأخصائي العلاج الطبيعي وأخصائي التغذية والصيدلي والمثقف الصحي، وبعض طلبة العلم الديني المختصين والمدربين لتقديم الدعم الروحي والوجداني للمريض. إضافة إلى المرضى وأسرهم والذين يلعبون دورًا أساسيًا ومهمًا في الخطة العلاجية ويقوم على عاتقهم نجاح العلاج المقدم من الفريق التلطيفي من خلال ما يقدمونه من مساعدة واستجابة للخطة العلاجية. أحياناً قد يساء فهم عمل ودور فريق الرعاية التلطيفية، فقد يعتقد الكثير أن الرعاية التلطيفية فقط رعاية المرضى الذين على فراش الموت، وهذا غير صحيح البتة، والأدهى والأمرّ أن كثيرًا من أفراد المجتمع يعتقدون أن تحويل المريض إلى الرعاية التلطيفية يعني أنه لا مزيد من العلاج والرعاية والاهتمام وأن المريض في طريقه للموت (لا سمح الله) مما قد يؤدي إلى قلقهم وإحجامهم عن طلب الرعاية التلطيفية وهذا خطأ كبير وكلام غير صحيح فالرعاية التلطيفية هي بداية حياة جديدة ملؤها الراحة والاستمتاع بما كتبه الله من عمر للمريض دون ألم أو معاناة. تقدم الرعاية التلطيفية أحيانا من أول يوم يتم فيه تشخيص المرض، أو في أي مرحلة من مراحل المرض، كما أنها تقدم لأي شخص يعاني من مرض شديد في أي مرحلة من العمر. كما يمكن أن تقدم أيضا أثناء تلقي المريض للعلاج من قبل الفريق المتابع له. تعنى الرعاية التلطيفية بطيف واسع من الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية (38.5٪)، السرطان (34٪)، أمراض الجهاز التنفسي المزمنة (10.3٪)، الإيدز (5.7٪) والسكري (4.6٪). وهناك حالات أخرى قد تتطلب الرعاية التلطيفية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر الفشل الكلوي، وأمراض الكبد المزمنة، والتصلب المتعدد، ومرض باركنسون، والتهاب المفاصل الروماتويدي، والأمراض العصبية، والخرف، والتشوهات الخلقية، والسل المقاوم للأدوية. الخاتمة: هناك أكثر من أربعين مليون (40000000) شخص حول العالم في حاجة ماسة للرعاية التلطيفية، فقط 14% أي (5600000) يحصلون على الخدمة.