اختصر البيت الحجازي في خيمة التراث بمهرجان "أرامكو الثقافي" سنوات طويلة من الزمن وهو يعيد أحياء جدة القديمة ومظاهر حياة الناس فيها. ويجد الزائر لفعاليات المهرجان نسخة طبق الأصل لأشهر حاراتها آنذاك مثل حارة المظلوم والشام واليمن والبحر، بما فيها من مركاز للعمدة والكتاب والمقعد، وبيوتها ذات الأبواب والرواشين الخشبية والفوانيس المعلقة على جدرانها. ومما يلفت الانتباه وجود الأزقة الحافلة بالأسواق، التي تتيح للمارة الشراء من دكاكينها الفخار والفول والحلويات، وإذا أحس بالتعب ويريد أخذ قسط من الراحة فهناك مقاعد من الخيزران ليجلس عليها ويتذكر نسمات الزمن الجميل، من خلال المأكولات والمشروبات كالبليلة والتوت والقهوة. لا شك أنها فرصة لإتاحة المجال للأبناء للتعرف عن قرب على حياة الآباء والأجداد، سواء في المعيشة أو البيع والشراء، ناهيك عما كانوا يسمعونه وقت المساء، حيث تجد حضور الفرق الشعبية التي تشدو بالأهازيج الحجازية. وفي جولة ل"الوطن" على فعاليات المهرجان وجدت حافلة بالعروض المتجددة والمفيدة، فيعد البيت الحجازي أحد مكونات خيمة التراث الذي تتكون أجنحة عدة مثل جامعة الملك عبدالله "كاوست"، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف، عمارة الحرمين الشريفين، دارة الملك عبدالعزيز، المقتنيات القديمة، الفن التشكيلي، الحرفيون وتضم دورا خيرية مثل أكاديمية نفيسة شمس والفيصلية الخيرية، وجمعية مكة وغيرها. من جهته، أوضح المشرف العام على خيمة التراث عمر باعوم ل"الوطن"، أن الهدف منها هو إعطاء انطباع إيجابي عن الموروث القديم في جدة وعن أحياء جدة القديمة لإيصال القديم بالحديث بين الآباء والأبناء. وأشار إلى أنه تم جمع عدد كبير من المقتنيات القديمة، من خلال العمل مع فنانين مختصين لإعطاء الجمهور نبذة جميلة عن الماضي القديم برواشينه وأزقته وحلوياته وألعابه في البيت الحجازي". وبين أن تعليم الصغار في "الكُتّاب" يعد من الفعاليات التي اجتذبت عددا كبيرا من الزائرين، لافتا إلى أنهم وفروا معلمين يدرسون للطلبة الصغار على غرار الطريقة البدائية القديمة. وقال "نحظى بإقبال كبير من الزوار، ففي أول 3 أيام استقبلت الخيمة أكثر من 12 ألف زائر"، موضحا أن المهرجان سيستمر إلى ال28 من شعبان الحالي. وفي جناح أكاديمية نفيسة شمس، تعمل فتيات سعوديات في إنتاج الخزفيات حيث تقول المشرفة على جناح الأكاديمية هند حسان، "نشارك بأيد سعودية لإنتاج الخزفيات عبر إعطاء دورات تدريبية لفتيات سعوديات مدة كل دورة 10 أيام لتدريبهم على العمل والإنتاجية في الخزفيات وشراشف الصلاة تنتهي بالتوظيف. إلى ذلك، تربعت خيمة العلوم التي تضم عددا كبيرا من الأجنحة المشاركة من كافة القطاعات الصحية والدفاع المدني والمرور لتقديم توعية وتثقيف في كافة المجالات، إلى جانب عرض عدد من المجسمات لحيوانات كالمها العربي والثعابين والسحالي. كما جذب الجمهور كذلك مشاهدة المسرحيات الاستعراضية التي تقدمها الفرق الاستعراضية العالمية المشاركة، حيث تخلل العروض مسرحيات للأطفال والأسر.