أرسلت أنقرة رتلا من الآليات العسكرية وبطاريات صواريخ أرض-جو إلى حدودها مع سورية، وذلك بعد أسبوع تقريبا على إسقاط سورية طائرة حربية تركية. وأفادت صحيفة "ملييت" أن نحو 30 آلية عسكرية ترافقها شاحنة تقطر بطارية صواريخ غادرت قاعدة في محافظة هاتاي متوجهة إلى الحدود التي تبعد 50 كلم". أما صحيفة "طرف" فأوردت نقلا عن مصادر لم تحدد هويتها أن انتشار القوات يعتبر بمثابة إقامة "ممر أمني" بحكم الأمر الواقع على الأراضي التركية. ويأتي انتشار الجيش إثر إسقاط الدفاعات الجوية السورية لطائرة حربية تركية من طراز إف-4 فانتوم فوق شرق المتوسط الجمعة الماضية. وأكد مسؤول تركي أن تحرك القوات في منطقة الحدود مع سورية أمر طبيعي وربما لا يكون له أي صلة مباشرة بحادث الأسبوع الماضي. وعقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان أمس اجتماعا بمجلس الأمن القومي، الذي يضم أبرز الوزراء وقادة الجيش.وقال المجلس إن تركيا سترد بحزم، لكن في إطار القانون الدولي، على إسقاط طائرة استطلاع تركية الأسبوع الماضي. ووصف المجلس في بيان صدر بعد اجتماع استمر خمس ساعات إسقاط الطائرة بأنه عمل "عدائي". وذكر المجلس الذي يضم رئيس البلاد ووزراء بارزين وقادة عسكريين "ستتصرف تركيا بحزم لاستخدام جميع حقوقها في إطار القانون الدولي للرد على هذا العمل العدائي". وكان إردوغان قد أكد مؤخرا أن بلاده لن تتردد في استخدام القوة إذا ما وقعت أي حوادث أخرى. وقال "لقد غيرنا قواعد اشتباك قواتنا المسلحة على الحدود، وسنقوم بالرد على أي انتهاك يحدث على حدودنا".وعلى صعيد الداخل السوري استهدف تفجيران أمس مرآب القصر العدلي في منطقة المرجة وسط العاصمة دمشق، فيما تم تفكيك عبوة ثالثة لم تنفجر. وأوضح مصدر أمني أن الانفجارين ناتجان عن "عبوتين مغناطيسيتين وضعتا تحت سيارتي قاضيين"، مشيرا إلى أن المرآب المذكور المكشوف مخصص لقضاء وموظفي قصر العدل. وأشار إلى أن التفجيرين تسببا في إصابة ثلاثة أشخاص بجروح وتضرر 18 سيارة في المرآب. وفي سياق متصل ارتفعت حصيلة القتلى في سورية أمس إلى نحو 90 قتيلا بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أشار إلى عمليات قصف عنيف استهدف مدنا وأحياء مختلفة. وتمددت رقعة العنف والاشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في كل من ريف دمشق وحمص ودرعا ودير الزور. وقال المرصد إن 12 شخصا من عائلة واحدة بينهم ثلاثة أطفال وأربع نساء قتلوا جراء القصف على مدينة دوما، بينما قتل ستة أشخاص آخرين ومقاتل معارض في إطلاق نار واشتباكات وقصف في المدينة ومحيطها. وقتل مواطن جراء القصف على بلدة حمورية في ريف دمشق، وثان في بلدة عربين التي تشهد اشتباكات وإطلاق نار، وآخر في إطلاق رصاص في مدينة داريا. وذكرت الهيئة العامة للثورة أن قوات النظام تقتحم بعض الأحياء في المنطقة، وأن "الجرحى بالعشرات"، متحدثة عن "تهدم وتضرر عدد كبير من المنازل وسط نقص حاد في المواد الطبية والإغاثية". وقتل أربعة عناصر من القوات النظامية السورية بينهم ضابط برتبة ملازم أول في منطقة عربين "إثر كمين نصبه لهم مقاتلون من الكتائب الثائرة". وفي محافظة حمص قتل مدنيان وأربعة مقاتلين معارضين في بلدة الحصن في اشتباكات، كما قتل مقاتل في البويضة الشرقية في ريف القصير. وقتل مواطن في بلدة تلبيسة في ريف حمص إثر تجدد القصف على البلدة. وفي مدينة دير الزور قتل ثمانية أشخاص في إطلاق نار وقصف. كما قتل ما لا يقل عن 19 عنصرا من القوات النظامية، بينهم ضابط برتبة مقدم في اشتباكات في محافظات دير الزور ودرعا وحمص وإدلب وحلب.