المكان/ الحجر الصحي بالزلفي الزمان/ شهر رمضان 1441 الترقُّب.. الوجل.. هو سيِّد الموقف.. فعند إصابتي وعدد من أفراد أسرتي بمرض كورونا كان شعور خوف ورهبة، كيف ستكون الأيام القادمة، وهل ستزيد الأعراض؟ أحاديث النفس قاسية عند حصول المحن، ولكن ما إن هُيِّئت إجراءات الدخول للمحجر الصحي بمحافظة الزلفي، ورأيت سير العمل وتفاعل الطاقم المباشر، حينها بدأت تتلاشى أحاديث النفس إلى حمد وشكر، إذ تهيأت سبل الراحة والأمان والصحة، فهنيئا لمن أدرك واجبه الوطني وسعى بماله وجهده لإبدال عوامل القلق والخوف إلى عوامل ثقة وأمان، ومن خلال هذا المقال -وقد كنت شاهدا من شواهد الحجر الصحي بالزلفي- ورأيت ما يثلج الصدر ويدعو للفخر، وأود أن أرسل عدة رسائل شكر: الرسالة الأولى: لحكومة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك/ سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وولي عهده الأمين الأمير الشاب/ محمد بن سلمان -حفظه الله- والتي أظهرت جانبا مضيئا وهو من أولويات الحكومة السعودية، وأثبتت أن الإنسان هو الأهم والمهم في الحقوق والرعاية والأولويات عامة، ومثَّلت معاني الإنسانية الحقّة، برعاية مخالفي الإقامة وشمولهم بالعلاج المجاني، لتكون بذلك مثالا يحتذى به، إضافة إلى أن التوجيهات كل يوم تفيض بالعطاء ومعالجة التعطُّل عن العمل وتحمُّل كافة الأضرار، وتدفع بنا هذه المحنة أن نستشعر البطولة والمكارم ونردِّد دوما (والله ما مثلك بهالدنيا بلد). الرسالة الثانية: لأبطال الصحة وزارة الصحة رهان القيادة وثقة المواطن وأمل المريض، ذلك المرفق العملاق والركيزة الأساسية في خدمة الوطن والسهر على صحة المواطن والمقيم ومخالفي الإقامة، فحين ظهرت الجائحة أثبت أبطال الصحة الجدارة وبكل اقتدار لمواجهة كورونا، وكان لتلك الإجراءات والاستعدادات الأثر البالغ في عدم انتشاره ومواجهة خطره، فتحيَّة تقدير وإجلال لوزير الصحة د. توفيق الربيعة، وفريق العمل الصحي الذين يُعدون أبطال المرحلة، والشكر موصول لمدير مستشفى الزلفي أ. عبدالعزيز الفهد، الشاب الطموح المتفاني، وفريق العمل د. أحمد البحر وأ. حمدان الباتل، والطاقم الطبي، حيث الوضوح والإخلاص والمتابعة والأعمال الجليلة يُخلِّدها الزمن، فشكراً لكم وأجزل الله لكم المثوبة والأجر. الرسالة الثالثة: للوجهاء النجباء آل فوزان الكرام فمن أعمال الوجيهين: عبداللطيف ومحمد الفوزان، حفظهم الله بحفظه، وما قدموه للوطن من خلال شركة الفوزان لخدمة المجتمع من أعمال جليلة لا تحيط بها هذه الوقفة، وإنَّما هي إطلالة على أحد مآثر الوفاء لمحافظتهم (الزلفي)، وهنا إشارة عابرة، وشكر مصحوب بامتنان وعرفان لكل من أدرك واجبه الوطني ومسؤوليته الاجتماعية. حيث بادروا إلى بذل المعروف ووقف الأموال في مشاريع الخير، واضعين نصب أعينهم نشر مفهوم المسؤولية الاجتماعية، وأنها واجب وطني وإنساني مُلح، حيث قدموا مبنى مبرة الفوزان للشقق الفندقية، وقاموا -مشكورين- بتأثيثه وتجهيزه بكافة متطلباته ووضعه تحت إشراف الجهات المعنية. الرسالة الرابعة: لرجالات التعليم قد لا يتبادر للقارئ الكريم عمل رجال التعليم في هذه المحنة، ولكن هنا بمحافظة الزلفي تبرز إدارة التعليم ورجالها في كل مجال وعلى كل مستوى، والذي يقف خلف هذه الإنجازات والأعمال البارزة مدير الإدارة وقائد الإبداع الأستاذ الفاضل العزيز على قلوب المحافظة من منسوبي الإدارة أو من رجالاتها أ. محمد بن عبدالله الطريقي، وشهادتي به مجروحة، حيث إني من منسوبي التعليم، ولكن أن يقود مرحلة أخرى ليست لها علاقة بالتعليم، بل تتعلق بالمجتمع والصحة وتتمثل في المساندة مع مستشفى الزلفي العام والتناغم في العمل الاجتماعي الكبير، إذ قاد أ. محمد الطريقي، وفريق عمله الكريم إجراءات إسكان المرضى في بيت الطالب، فتم تجهيز مقرٍّ متكامل وأشرف عليه وكانت منظومة متكاملة من مستشفى الزلفي، والمتبرعين الكرام، والفريق المتابع للسكن، فبارك الله في سعيه وعمله، فله منَّا الشكر والعرفان، والشكر موصول لفريق العمل المساند، أجزل الله لكم الأجر وبارك فيكم. ولن تُنسى وقفات الرجال في أوقات الأزمات. الرسالة الخامسة: من شاهدٍ على مراحل المرض والعلاج والحجر، أقول: شكرا من الأعماق لكل رجل عمل وساند وتابع من اللجنة العليا، وأخص سعادة محافظ الزلفي، ورجال الأمن ومنسوبي البلدية وكل من عمل خلف الستار. إضاءة «مَنْ يَفْعَلِ الخَيْرَ لَا يَعْدَمْ جَوَازِيَهُ لا يَذْهَبُ العُرْفُ بَين اللهِ والنَّاسِ»