عصفت تلك العاصفة المسمومة بفيروس كورونا منذ 3 أشهر، فأصابت الشوارع، فخوت على عروشها كأنها أم تفتقد أبناءها، لا معالم للحياة سوى قلة من البشر يسيرون بورقة عبور في وضح النهار، والترقب يفتك بهم. ووسط تلك الجائحة كأنما الليالي والأيام أصبحت سرمدا إلى يوم يبعثون فيه، فطال يأسها صغير الأرض قبل كبيرها، إلا أن قلوبهم حُبلى بالحنين لفوضى حياتهم الاجتماعية، التي تتوسطها تلك الضحكات الهستيرية، يُقبّل فيها الأب ابنه وتنحني فيه الأم على ابنتها، لتذوب ثلوج الشتاء وتتساقط أوراق الخريف، لتزهر أوراق الحياة بعد عصف الألم لتعلن عودة المياه إلى أنهار الحياة، ويتراقص الأطفال تحت قطرات المطر، وتجتمع الأسرة مع بريق الندى في صباح الأمل. رغم الألم الذي يقطع الجميع إربا، والحيرة التي تعلو القلوب، ووسط الترقب الذي يدمي الحياة، ما يزال الإيمان يحلق عاليا، حيث تشخص الأبصار لرب السماء مليئة بالرجاء، أن تزاح الغمة وترتفع الأيدي مؤّمنة «آمين». فلن يطول ليل هذه الغمة بلسان حال الأمة رسالة «ألا أيها الليل الطويل اِنْجَلِ»، فالصبح أشرق بالتزام اليوم للقاء الغد. رسالة، وسط كل محنة منحة ربانية، فتفكر.