مثل كثير من دول العالم تأثرت بلادنا بالظروف الراهنة المتمثلة في التبعات المصاحبة لفيروس كورونا والهبوط الحاد لأسعار النفط.. وغيرها من المتغيرات الكثيرة على المستوى السياسي والاقتصادي. والدول كما الأفراد تتأثر سلبا وإيجابا بالمعطيات، وتتعامل معها بما تراه مناسبا لها على المدى القريب والبعيد. وقد أثبتت المملكة العربية السعودية في تعاملها مع فيروس كورونا أن المواطن خط أحمر وأولوية كبرى بالنسبة لها.. ولست بحاجة لحشد الأدلة بهذا الخصوص حيث أثبتت المملكة عالميا تفوقها الصحي والوقائي والعلاجي. أما الأزمة الاقتصادية فسوف تتعامل معها القيادة بما يقتضيه الموقف الاقتصادي من خفض النفقات وترشيد الاستهلاك ورفع الضرائب.. الخ تلك الإجراءات المعتادة دوليا في مثل هذه الأزمات. بقي أمر مهم: هو موقف المواطن السعودي البسيط من هذه التغيرات وكيف يمكن أن يكون المستقبل بالنسبة له؟! يمكن تلخيص ذلك في نقاط: السعودي شديد الإيمان بالله عز وجل.. عميق الثقة به سبحانه وتعالى ولذلك فلا يخشى الجوع والفقر وهو يناجي الرازق الكريم كل لحظة. السعودي لديه ثقة مطلقة في القيادة السعودية لتجاوز هذه الأزمة كما تجاوزت عشرات الأزمات السابقة بكل قوة واقتدار. المواطن السعودي كما هي دولته يعيش أزمة اقتصادية ولكنه كما دولته أيضا يمتلك كافة الحلول والخيارات للخروج منها بأقل الأضرار. نجح السعودي في توطين نفسه على التعامل مع المتغيرات بقوة وثبات، وبدأ جديا في تعديل كثير من عاداته ومعتقداته لتتناسب مع المتغيرات، فاختفى الشاب السعودي اللاهث خلف الوظائف المكتبية دون غيرها وحل محله الشاب الباحث عن فرص العمل المتاحة مهما كان نوعها، كما بدأ بالاستثمار في نفسه وعقله بتطوير مهاراته واكتساب مهارات جديدة تتطلبها المرحلة وسوق العمل، ورأينا الشاب السعودي يتبنى مشروعه الخاص الذي يكفل له حياة كريمة ويطوره وينميه. تخلى السعودي الجديد أو بدأ التخلي تدريجيا عن بعض المفاهيم الخاطئة الخاصة بثقافة الاستثمار والادخار التي كانت شبه معدومة في المجتمع السعودي. زاد الوعي في الفترة القليلة الماضية أضعافا مضاعفة لدى الشارع السعودي بالمخاطر الكبيرة التي تحيط ببلاده من جميع الاتجاهات، وتنامى الإحساس الوطني لدى الأفراد الذين تصدوا للحملات الإعلامية المنظمة على وطنهم بكل صرامة وشراسة. تضاعف الوعي الوطني بضرورة الحفاظ على مقدرات الدولة وممتلكات الوطن العامة.. وقلت (لم تختف تماما بالطبع) مظاهر العبث واللامبالاة التي كانت ظاهرة للعيان في الماضي القريب. لذلك فإن نظرتنا للمستقبل يجب أن تتلون دائما بالتفاؤل بغد أفضل.. يصنعه شباب سعوديون مدربون ومؤهلون وناضجون، استفادوا من دروس الأمس كما ينبغي في ظل قيادة حكيمة تنقل خطواتها على الطريق الوعر بحكمة وثبات.