أثبتت دراسة ميدانية أجريت بجامعة جازان على عينات من مياه الصرف الصحي المعالجة في محطات المعالجة بجيزان، أن نسبة المعادن الثقيلة الناتجة من مياه الصرف الصحي بعد معالجتها كانت في الحد المسموح به عدا عنصري الماغنيسيوم والزئبق، حيث كانت نسبتهما مرتفعة قليلاً؛ وذلك نظراً لكمية المياه المعالجة الكبيرة يومياً والتي تتجاوز السعة القصوى للمحطة مما يقلل من وقت المعالجة في كل مرحلة من مراحلها، إضافة إلى أن تصريف المياه مباشرة في الشاطئ يؤثر على طبيعة التربة الساحلية وزيادة التراكم الحيوي في منطقة تصريف المياه (أمام محطة المعالجة) مما يسبب تلوثا وضررا كبيرين على البيئة البحرية وكائناتها وبالتالي الإنسان الذي يتغذى عليها. فرسان خالية كشفت دراسة ميدانية أخرى، جودة مياه ساحل جزيرة فرسان مقارنة بسواحل مدينة جيزان وذلك لقلة التدخلات البشرية والملوثات التي تدخل إلى البحر، كما أن الحماية لجزيرة فرسان ساعدت في بقائها طبيعية ونقية. وأوضح الأستاذ المساعد في تخصص التلوث البيئي بقسم الأحياء بجامعة جازان الدكتور حسين بن موسى الناشري، أن الدراسات البحثية أجريت على شواطئ المنطقة لمقارنة جودة المياه في سواحل مدينة جيزان (شاطئ السلوى وشاطئ الكورنيش الجنوبي والشاطئ أمام محطة معالجة الصرف الصحي بالمدينة) مع ساحل جزيرة فرسان من ناحية جودة المياه والتربة الساحلية ومدى تنوع وتوزيع اللافقاريات القاعية في منطقة المد والجزر ومنطقة المانقروف. وفرة وتنوع أكد الناشري أن منطقة جازان تعتبر من أغنى مناطق المملكة في الثروة السمكية من حيث التنوع والوفرة والإنتاج، وعلى الرغم من وفرة البيئة البحرية في المنطقة التي تشمل مناطق متميزة جداً من الشواطئ البحرية والجزر المرجانية في جزر فرسان وما يضفي ذلك من تميز التنوع الحيوي البحري فإن الدراسات والأبحاث العلمية التي أجريت في هذا الصدد تعتبر قليلة نسبياً مقارنة بغنى وتميز التنوع الحيوي البحري في المنطقة، فلا يوجد على سبيل المثال من الدراسات ما يخاطب مشكلات الإدارة المستدامة لمصادر الثروة السمكية في المنطقة، ومن ثم فقد وجب الاهتمام بهذه الدراسات المهمة في إطار تحقيق الأمن الغذائي ضمن رؤية المملكة 2030. تعاون مشترك أشار الناشري إلى أن هناك تعاونا بين جامعة جازان ومركز أبحاث الثروة السمكية بمنطقة جازان فيما يخص تقييم الأثر البيئي لوسيلة الجر القاري، وكذلك تحديد مواسم التبويض للروبيان في سواحل منطقة جيزان. إضافة إلى ذلك بعض الأبحاث القائمة عن تقييم كفاءة محطات معالجة الصرف الصحي بالمنطقة ومدى تأثير الناتج منها على البيئة البحرية ومازالت الدراسة لم تنتهِ وستكون النتائج كفيلة بدعم تحسين الإجراءات لحماية سواحل المنطقة من التلوث وتقليل التلوث البحري بها. سواحل جازان تمتد من شاطئ الموسم مروراً بمدينة جيزان والشقيق حتى القحمة والبرك شمالاً 250 كيلومتراً امتدادها تقريباً على ساحل البحر الأحمر شواطئ بكر خلابة، تمتاز برمالها الناعمة وهدوئها الفطري تسود قطاعات طويلة من ضفافها أشجار كثيفة من المنجروف يمتد فيها حيد مرجاني زاخر بمختلف أنواع الحياة البحرية بيئة معيشية جاذبة لعشرات الأنواع من الكائنات الفطرية المهاجرة والمستوطنة من أهم الشواطئ الموسم والحصاحيص وبيش والطرفة والشقيق ومرسى الدرب وجزيرة المرجان يتميز شاطئا بيش ورأس الطرفة بجمالهما الفطري