منذ تأسيس وزارة الإعلام السعودية وهي تُعنى بصناعة المحتوى الإعلامي، وما يقدم للمتلقين «مستمعين ومشاهدين وقراء»، وفي مقدمة ذلك كانت الصحافة، وما تقدمه من معلومات تقع تحت الرقابة، ثم توسّعت أفرع الوزارة شيئا فشيئا، حتى رأينا إنشاء الهيئات الإعلامية الثلاث التي يتولى مجالس الإدارة فيها وزير الإعلام ونخبة من المتخصصين وأصحاب الرأي. تناوب على هذه الوزارة رجالات من الوزراء الذين تنوعت مهاراتهم وتخصصاتهم، حتى وقع الاختيار أخيرا على رجل المرحلة وصانع المهارة في الإدارة، وهو الدكتور ماجد القصبي الذي تحرك مبكرا لإحداث نقلة، لكن الظرف الاستثنائي حال بين مسارعة الخُطى والإنجاز، كما حصل معه في وزارة التجارة، لكنه لم يقف مكتوف الأيدي حتى فاجأ المجتمع السعودي بإطلاعه على جائحة كورونا عبر منصة المتحدث الرسمي يوميا، ليدير المستمع والمشاهد وجهه قبالة الثالثة والنصف يوميا على منصة التواصل الحكومي الذي تُطلق منه المعلومات الشفافة والموثوقة، عبر المتحدثين الرسميين للدوائر الحكومية، وعبر اختيارات لنوعية المتحدث وكيفية تقديم المعلومة، وضبط الوقت، لتنطلق معها يوميا الصحف والمواقع الإلكترونية بجملة معلومات أصبحت مادة إعلامية لمن يبحث عن الحقيقة، يقودها شباب الرؤية الذين أخذوا منهجية التطوير لصناعة الإعلام التواصلي، بانتقاء نخبة من المتحدثين في أجهزة الدولة، وحسب تخصصات كل منهم يوميا، فهذا في التجارة، وثان في النيابة العامة، وثالث في الإحصاء العام. ورشة عمل يومية قادتها عقول من جيل يتقد حماسا، لكي تنير إلى جانب الصحافة والإذاعة والتلفزيون. المواقع الإلكترونية نافست هؤلاء بفكر جديد حتى جاء زمن سرعة المعلومة من موقع الحدث، وعلى سبيل المثال وأنت تقرأ المقال تتجدّد المعلومات التي قدمتها صحيفة الوطن مثلا من خلال الوطن الإلكترونية، وفارق الوقت قد لا يتجاوز الساعات بل الدقائق، وهنا يأتي التباري على منصة التواصل الحكومي حتى صنعوا مثل هذا المؤتمر اليومي الذي دخل شهره الثاني وكاد ينتهي، وأنت تتابع تحديثا للمعلومات بزمن قصير، ونوعية المعلومة التي نحتاجها في هذا الوقت الذي يمر فيه العالم بجائحة أودت باقتصادات العالم، على حد تعبير وزير المالية محمد الجدعان، الذي وعد الشعب السعودي بالخروج من الجائحة بأقل الخسائر وفق توجيه القيادة التي دعمت كل مجالات التنمية والمعيشة والاقتصاد بما لا يقل عن 180 مليار ريال. أعود للتواصل الحكومي الذي يحاول السباق في تقديم فنون الحضور عبر صناعة الأحداث، ومحاولة تقديمها للرأي العام بأساليب متنوعة عبر مواقع التواصل، والتوصية بالتأكد من المعلومة ومصادرها، والرجوع إلى المتحدثين الرسميين الذين أصبح التواصل الحكومي منبرهم والكلمة الموضوعية مسؤوليتهم، وتدريب المتحدثين من مهامهم وتقديم وُجُوهٍ جديدة من صناع الكلمة للمجتمع. إنه فَنّ يدار بعقلية شباب الرؤية الطموح الذين نجدهم هنا وهناك، وعبر كل مؤتمر ومنتدى إعلامي، لضبط إيقاع المؤتمر حتى يسعد المتابعون بإعلام صادق وذي مسؤولية إعلامية، تدرك أهمية الكلمة وآثارها عندما تنطلق في الهواء، أو عبر المواقع الإلكترونية، وننتظر مزيدا من الإبداع أيها الشباب.