بمدة زمنية اقتربت دقائقها من النسبة التي أوصلت الدكتور محمد مرسي إلى قصر عابدين، قضى المستشار فاروق سلطان رئيس اللجنة العليا للانتخابات المصرية نحو 51 دقيقة في إعلان نتيجة الفائز بالسباق الرئاسي الذي حظي بمتابعة عربية وعالمية واسعتين على الصعيدين الرسمي والشعبي. وبفارق يقدر بنحو 900 ألف صوت عن الفريق أحمد شفيق، تمت تسمية مرسي رئيسا للجمهورية الثانية في مصر بعد ثورة 25 يناير التي أطاحت بحكم الرئيس السابق حسني مبارك، ليكون مرشح الإخوان المسلمين أول رئيس لمصر ما بعد الثورة، في إعلان تابعه العالم ونقل مباشرة عبر المئات من محطات التلفزة العربية والعالمية. غير أن أكثر ما أثار المتابعين لإعلان النتيجة النهائية لانتخابات الرئاسة المصرية هو طول فترة الإعلان، وإبحار المستشار سلطان في التشديد والتأكيد تارة، والنأي بقضاة مصر تارة أخرى عن أية اتهامات اتخذت من الإعلام منصة لانطلاقها، وجال بإرهاصات جعلت المتابعين على مدار دقائق الإعلان الخمسين يغرقون في تكهنات صبت في مجملها أن سيادة المستشار يهيئ الشارع المصري لمفاجأة بإعلان شفيق رئيسا، وهو ما لم يكن، إذ حملت الدقيقة ال48 والتي تشبه هي الأخرى النسبة التي حصل عليها شفيق، خبر تسمية مرسي لرئاسة الجمهورية بعد حصوله على 13.230.131 صوتا، مقابل 12.347.380 صوتا لصالح شفيق. كانت وتيرة الارتباك تتصاعد تدريجيا لدى المستشار سلطان منذ أن بدأ بقراءة إعلان النتيجة في الساعة 4:42 دقيقة بتوقيت مكةالمكرمة بعد أن عزف السلام الوطني المصري، ووصل الارتباك ذروته حينما بدأ المستشار بإعلان نتيجة الفريق شفيق والتي قدمها بالآلاف وليس بالملايين ليعود فيما بعد ويصحح خطأه. ومع محاولات التأثير على إعلان النتيجة من صحفيين وإعلاميين يبدو أنهم من أنصار شفيق، إلا أن أحد القضاة كان حازما في مسألة ضبط القاعة وإعادة الكلمة للمستشار سلطان، مذكرا المعترضين بأنهم إعلاميون ولا يفترض بهم أن يكونوا من أنصار مرشح بعينه. وبعيدا عن كل ذلك، كان العالم الافتراضي، وتحديدا في مواقع التواصل الاجتماعي، ومنها تويتر، يغص بعدد من التحليلات والتعليقات منها ما هو هزلي وآخر جاد، غير أن أكثر ما لفت الانتباه، هو محاولة بعض مستخدمي تويتر تذكير الرئيس الجديد محمد مرسي بالوعود التي أطلقها في حملته الانتخابية. وانطلاقا من كون الأزمة السورية، تظل الهاجس الأكبر في هذه المرحلة، فقد سعت شبكة شام الإخبارية لتذكير مرسي بمقطع فيديو خرج وتحدث فيه عن موقفه من نظام بشار الأسد، إذ حملت كلمات مرسي في هذا الفيديو أن "السوريين يحتاجون إلى الدعم السياسي والمعنوي، وهذا نؤديه كل يوم".