رغم التقارب الذي بدا أخيراً بين الولاياتالمتحدةوالصين، إلا أن فيروس كورونا أشعل حرباً باردة بين الدولتين، وتوقع كثيرون أن تودي هذه الحرب في النهاية بحياة الفيروس الذي هدد العالم. ولم تتوقف الحرب الكلامية والاتهامات المتبادلة بين واشنطنوبكين بسبب تفشي فيروس كورونا على أعلى المستويات، بعد أن أغضب الرئيس الأمريكي الصينيين بتسمية الوباء باسم «الفيروس الصيني». وبلغت الحرب الكلامية أوجها حينما أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن الدول الأعضاء في مجموعة السبع لاحظت «حملة تضليل متعمدة» مارستها الصين فيما يتصل بفيروس كورونا المستجد الذي سماه بومبيو هو الآخر ب«فيروس ووهان». غير أن المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا شونينج ردت بقوة على بومبيو قائلة «توقف عن الافتراء»، وأكدت أن خبراء منظمة الصحة العالمية اعتبروا أن جهود الصين سمحت بتجنب مئات آلاف حالات العدوى. الأساس الفاسد تقول صحيفة chicago reader الأمريكية إن وباء فيروس كورونا كشف أكثر من أي حدث آخر منذ الانهيار المالي الأساس الفاسد للإمبراطورية الأمريكية، إذ استغلت الطبقة السياسية من الحزبين الجائحة لزيادة حدة العداء ضد الصين، وأن كثيرين في واشنطن غير قادرين على رؤية بكين سوى أنها أكبر تهديد فردي للهيمنة الأمريكية العالمية. وتقول الصحيفة إنه طوال الأزمة أثنى قادة منظمة الصحة العالمية على الحكومة الصينية، وقالت المنظمة «لقد ساعدت إجراءاتها في الواقع على منع انتشار فيروسات كورونا إلى بلدان أخرى». إجراءات الصين اتخذت السلطات الصينية خلال الأيام الأولى للأزمة حول مدينة ووهان بعض الإجراءات المشددة لقمع النقاش العام حول تفشي المرض، ربما كانت بكين في حالة إنكار لخطورة الوباء، أو بالرعب من تداعياته المجتمعية. ولم يمض وقت طويل قبل أن تجعل الحكومة الصينية جينوم الفيروس علنيا، وتبادلت معلومات تفصيلية حول الفيروس مع المجتمع الدولي، وقدمت معلومات استخبارية إلى منظمة الصحة العالمية، التي نقلتها إلى المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض. وحينما وصلت أخبار الفاشية الفيروسية إلى الغرب، سخر النقاد من رد الفعل العدواني للصين، إذ نشرت في 24 يناير افتتاحية في مجلة «سليت» قالت فيها «إن عددا من الإجراءات التي قامت بها الصين حتى الآن شديدة العدوانية وغير فعالة في منع التفشي». وعززت صحيفة «لوس انجليس تايمز» الخط نفسه بالسخرية من جهود الرئيس شي لحشد المواطنين الصينيين باعتبارها دعاية رديئة، فيما صورت في نفس الوقت، غلاف مجلة الإيكونوميك الصين كمرض عالمي يصيب الكوكب - وباء استبدادي يهدد العالم الحر أكثر من أي جائحة. زيادة الوفيات تقول صحيفة شيكاغو ريدر إن جائحة فيروس كورونا كشفت أكثر من أي حدث آخر منذ الانهيار المالي 2008-2009 الأساس الرديء للامبراطورية الأمريكية، إذ حققت أمريكا بحلول 19 مارس - وهو اليوم الذي أعلنت فيه الصين انتصارها على الفيروس - علامة فارقة خاصة بها: فقد تفاخرت بأكبر زيادة في الوفيات والإصابات الجديدة في اليوم عن أي بلد في العالم. وأصبحت مدينة نيويورك نقطة الصفر للمرض مع 10000 حالة جديدة، بينما اضطر الأطباء في غرف الطوارئ في المستشفيات بجميع أنحاء البلاد إلى تصميم أقنعة خاصة بهم بسبب نقص أقنعة التنفس N95 التي تعمل على تصفية الهواء لحماية أنفسهم من العدوى أثناء علاجهم للمرض. مع نظام الرعاية الصحية العامة المتهالك، جلست الولاياتالمتحدة تنظر للصين وهي تشرع في أكبر مهمة إنسانية دولية في العصر الحديث، بالتبرع بفاعلية بمليوني قناع جراحي، و200 ألف قناع N95، و50 ألف مجموعة اختبار للمناطق الأكثر تضرراً في أوروبا. وردا على الحملة الإنسانية الصينية، أطلق مجلس الأمن القومي لإدارة ترمب هجوما دعائيا منسقا يلوم الصين على التستر على فيروسات كورونا، على سبيل المثال، أشار تقرير صادر عن شبكة سي إن إن إلى دوافع سوداء وراء تسليم الصين أجهزة التهوية والأقنعة إلى أوروبا، زاعما أن بكين «ربما تحاول الحصول على الدعم». داخل الصين، من المتوقع أن يتحسن نظام فعّال لفحص الفيروسات التاجية بفضل اختبار ناجح ابتكره الرائد ويهونج تان، الأستاذ في مختبر أبحاث السرطان بجامعة فلوريدا، الذي طردته الولاياتالمتحدة العام الماضي ليعود إلى جامعة هونان الصينية، حيث وجد دعما حكوميا وافرا لأبحاثه المنقذة للحياة. مؤشرات الحرب الباردة تسمية ترمب فيروس كورونا بالفيروس الصيني عدم التفات الرئيس الأمريكي لتحذيرات الصين إلا بعد 12 يوماً انتقاد صحف أمريكية لإجراءات الصين ووصفها بأنها شديدة العدوانية شكوك الأمريكيين في تبرعات الصين لأوروبا بالأقنعة تسويق نظريات المؤامرة بين البلدين وتعمد نشر الفيروس كيف تأثرت واشنطن بالحرب الباردة لم تكترث واشنطن لجائحة كورونا إلا بعد فوات الأوان حينما قل المصابون في الصين، أعلنت أمريكا أكبر عدد في الوفيات المستشفيات الأمريكية لم تتمكن من مواجهة المصابين نقص حاد في تجهيزات غرف الطوارئ من أجهزة التهوية