توجهت العديد من الأسر السعودية في زمن الكورونا لاستخدام طرق جديدة في صلة الرحم أو التواصل مع أفراد عائلتها عبر تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، وكذلك ممارسة العديد من الألعاب عن بعد بين العائلة الواحدة أو الأصدقاء. تواصل دائم حول الآثار الإيجابية الناتجة عن التواصل بهذه الطريقة أوضح الباحث الاجتماعي الدكتور عبدالله القرني ل«الوطن»، أن التواصل عبر الشبكات الاجتماعية حقق عدة إيجابيات للأسرة السعودية لعل أهمها التواصل الدائم مع بعضها البعض بشكل يومي، وكذلك التواصل مع أفراد العائلة الممتدة من الأقارب بالدرجة الثانية أو الثالثة أو الرابعة أو الخامسة، وهو ما يخلق فرصة ممتازة للتضامن الاجتماعي. وتابع القرني: قتل هذا التواصل الجمود الذي كان يصاحب أنماط تفاعلنا من الرسمية إلى أنماط حميمية مليئة بالمودة والحرص على سلامتهم والاطمئنان الدائم. من جانب آخر الرسائل والتواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي عززت التضامن الاجتماعي بين أفراد المجتمع ككل من خلال التعاون بالدعم والمساعدة للأسر المحتاجة من خلال تناقل الأخبار عن حاجتهم، وكذلك في نقل المعرفة الصحيحة ودحض الشائعات وتكذيبها بالرد عليها من المصادر الموثوقة. تعويض التباعد أشار القرني أنه وفق ما تدعو له الضرورة الصحية فيما يخص كورونا بضرورة التباعد الاجتماعي أو بالأدق التباعد الجسدي فقد استطاعت هذه البرامج من رؤية الأهل بشكل دوري، وذلك اعتمادا على ما يسمى بالحضور الاجتماعي في الاتصال وهو الإحساس بوجود الطرف الآخر معك، حيث إن هذا التواجد هو الذي يضفي على عملية الاتصال إحساساً ودفئاً وحركة وتواجداً وشخصية، كما أنه باستخدام طريقة التواصل عبر تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي تم استبدال الحضور المادي أو الجسدي بالحضور عبر هذه البرامج وهو ما ساهم في سد هذه الفجوة بشكل كبير. الاهتمام التعليمي أكد القرني أن الظروف الحالية أظهرت مميزات أسرية عديدة، ومنها اهتمام الأسر بالتحصيل التعليمي للأبناء، والمتابعة الدقيقة وإن كانت ذات أهمية من قبل ولكن اليوم وفق منظومة التعليم عن بعد والمدارس الافتراضية أصبحت متابعة الأسر للأبناء أكثر، أيضا نمط جديد من متابعة الأبناء في الألعاب الإلكترونية ومع من يلعبون كنمط من المتابعة الوالدية. ولعل من المميزات الخفية تنمية مهارات التصوير الفيديو وإنتاجه لإرساله للآباء والأجداد وعليه فقد ظهرت في هذه الأزمة تفنن الأمهات والآباء في تقديم مقاطع مرئية. التنمية اللغوية فيما يخص التقنية وأثرها السلبي بالذات للأطفال وخوف الأهالي من أن هذه الطريقة قد تضعف نموهم اللغوي وأن تكون هذه الطريقة سلبية، مثل الجلوس وقت طويل على التلفاز أوضح أخصائي التخاطب والمهتم بشؤون الطفولة الأستاذ سعيد الزويد، أن استخدام هذه الطريقة المستخدمة للتواصل وإن كانت تقنية أفضل من عدم التواصل بشكل كلي، وبالتأكيد أنه يعطي الطفل تواصلا أقل جودة وتأثيرا لكنها طريقة مفيدة لوجود الجانب التفاعلي بوجود تواصل مباشر وتفاعل بعكس مشاهدة التلفاز، وتساعد هذه الطريقة بشكل محدود على تعلم الطفل للكلام واكتساب المفردات. تطبيقات متعددة يقول علي العمري، إن من أشهر البرامج التي يتم من خلالها التواصل بالصوت والصورة والمحادثات الجماعية المجانية هذه الأيام هو برنامج imo، مبينا أن الظروف الحالية جعلت الكثيرين يلجؤون إلى هذه التطبيقات التي توفر لهم التواصل مع أقربائهم في أي مكان. أما عبدالله الشهري فذكر أنه كان يلتقي زملائه في الاستراحة كل مساء ولكن مع وباء كورونا وتنبيهات وزارة الصحة بعدم الاختلاط مع الآخرين ودعوتها البقاء في المنازل حماية للشخص وللمجتمع من انتشار كورونا لم نعد نلتقي في الاستراحة بل لم نعد نشاهد بعض إلا من خلال برامج التواصل مثل skype أو الإيمو أو السناب شات والفيسبوك والتي تتيح لنا التواصل بالصوت والصورة. أدوار وواجبات الأسر في منازلها التواصل الدائم مع بعضها البعض بشكل يومي قدرة التواصل الإلكتروني حاليا على كسر الجمود في العلاقات التضامن الاجتماعي من خلال التعاون بالدعم والمساعدة للأسر المحتاجة نقل المعرفة الصحيحة ودحض الشائعات وتكذيبها بالرد عليها من المصادر الموثوقة اهتمام الأسر بالتحصيل التعليمي والمتابعة الدقيقة للأبناء