نعم لقد فقدت الأمة رجلا كرس حياته لخدمة الوطن والمواطن، وشغله الشاغل كان الإنسان والتنمية والأمن والأمان والاستقرار، فكان بحق حارس الأمن والعين الساهرة، وصاحب المبادرات الإنسانية والأب الحاني للأسر المكلومة.. فرحيل الأمير نايف فاجعة بالغة وخسارة كبيرة على كافة المستويات المحلية والعالمية، فهو مصاب جلل. ولاشك أن ذلك المشهد المهيب الذي احتضنته ساحات الحرم المكي ونقلته شاشات التلفاز إلى أنحاء العالم لمراسم الصلاة على فقيد الوطن يدل على تلك الشخصية التي وجدت الحب في قلوب الناس، لتأتي لذلك مشاركة العالم في توديعه. لقد رحل الأمير نايف جسدا وبقي روحا ليزرع في نفوس الجميع الخير والدرجات العليا للوطن والمواطن، وكان يطلع على جميع الملفات الإنسانية ويقوم شخصيا بإدارتها. وهاجسه هو تعزيز الاستقرار وتحديث الاتفاقيات الأمنية العربية، والحرص على الأمة العربية والإسلامية وعلى ثقافة المواطن السعودي وتصديه لجميع القضايا الاجتماعية والهموم الإنسانية. وحكمته وحنكته ساهمت بإذن الله في أداء الخطط الأمنية لوزارة الداخلية للحماية الأمنية الوطنية. وترك خلفه إرثا كبيرا من أعمال البر والإحسان. وأولى جانب الأمن الفكري والأخلاقي الأهمية الكبيرة، حيث كان يؤمن بالحوار والنقاش وتعزيز المفاهيم الإيجابية لدى الشباب للقضاء على كل الظواهر السلبية. وأفنى جل حياته لأمن الوطن والمواطن. وكانت له الأيادي البيضاء التي امتدت للداخل والخارج لكل ملهوف ومحتاج. وكان رمزا للعطاء والوفاء. ووفاته خسارة لكل عامل في مجال الخير. وكان يتابع بشكل خاص جميع الفعاليات والأحداث في الأماكن المقدسة ويصدر التوجيهات المباشرة لتسهيل الراحة لقاصدي الأماكن المقدسة. وله النظرة الثاقبة طويلة الأمد لخارطة العمل وتذليل كل الصعوبات لضيوف الرحمن، وترسيخ الأمن في البلاد.. ومن هنا أرفع لمقام خادم الحرمين الشريفين حفظه الله والأسرة المالكة والشعب السعودي أحر التعازي وأصدق المواساة في مصابنا الجلل في وفاة فقيد الأمة. نعم أن العين لتبكي واللسان يعجز عن وصف الصفات التي كان يتحلى بها سموه، يرحمه الله، نسأل الله أن يسكنه فسيح جناته وينزله منازل الشهداء.