جرت العادة أن يكون الشاعر في المناسبات للترحيب الواجب، وغالبا للمدح، من أجل أن يحظى بعطية «خاصة». ولكن شاعر فرسان «إبراهيم مفتاح»، قدّم منذ عام 1398، درسا للشعراء، يعلمهم أن المصلحة العامة مقدمة على المصلحة الخاصة، وأن الشعر يوظف لخدمة البلاد والعباد، وليس للتطبيل والارتزاق. حيث قَدِم الأمير نايف بن عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وزير الداخلية آنذاك، إلى منطقة جازان، وزار جزيرة فرسان، وبدلا من أن يكتفي شاعرها «المفتاح» للخير بالترحيب به، أو طلب عطية خاصة له، إذ به يقوم بواجبه الوطني والشعبي، ليطالب بحقوق جزيرته، ومعالجة مآسيها. فألقى قصيدة شهيرة ضمّنها مطالب الأهالي، وبروح عاطفية أبكت سموه «رحمه الله». وببركة هذه القصيدة، استجاب الأمير لها، وتحققت كل مطالبهم الواردة في تلك القصيدة، حيث شُيد المستشفى، وتم تأمين القاز، ورُصفت الطرق، ومُدت الكهرباء، وطُور الميناء والمراكب، وفتحت البلدية، وفرع لصندوق التنمية العقارية، ومكتب للضمان الاجتماعي، ومُنحت الأراضي، وعُمرت المساجد، وخدمات حكومية كثيرة تمت على إثر تلك القصيدة. ولم يتبق سوى «المطار» الذي خصص مكانه، ويتطلع الأهالي إلى مكرمة ملكية حازمة لتنفيذه. وختاما، تأملوا هذه الأبيات الثلاثة من قصيدته «الفاتحة» للخير بكرامة لغتها ونبل «مفتاحها»: ما كان قصدي أن أشكوك علتنا لولا نداء من الأوطان يملينا وفسحة من سموكمُ تشجعنا بأن نكون سوياً في مساعينا فالخير ينبت أنى حطّ موكبكم وبالتعاون نكون سوياً في مساعينا