أنا على يقين تام، عندما تتحدث مع أي فرد من المجتمع وتسأله لماذا أنت كذا؟ سيرد عليك بسرعة شديدة، أنا كنت متأثرا بشخصية فلان وفلان من الناس. نعم، جميعنا -كبشر- نتصرف ونقتدي بمن عاش معنا، وكان لنا قدوة في كل شيء، ولعل أول القدوات الوالدان، أو من عشت معهم، بعدها تتسع دائرة المؤثرين ابتداء من المعلمين في المدرسة إلى المشاهير، حسب كل اختصاص، فهؤلاء نطلق عليهم «صناع الأثر». بالأمس القريب، نظمت قافلة الخير بالدمام ملتقى كبيرا لهؤلاء، اختارت له عنوان «ملتقى صناع الأثر» على مدى يومين، وبحضور أكثر من 500 فرد من الرجال والنساء. وكبار العلماء والمختصين والأساتذة في مجال التربية والأدب، طرحوا أوراقهم العلمية وتجاربهم، بمواضيع شيقة في القدوة والاستخدام السيئ للتقنية وإدمانها، وفقد الثقة في الوالدين، وحكاياتي مع والدتي، والثورة الصناعية الرابعة، والاحتواء التقني، والقائمة تطول. إضافة إلى حكايات وقصص وتجارب من عيادات الأطباء في الرهاب الاجتماعي والوسواس والإدمان، وصعوبة التعلم وعرض تجارب حقيقية من الواقع للأبناء ومن تأثروا به، فضلا عن الفعاليات المصاحبة كالمعرض التقني والمواهب والتميز وركن الاستشارات، إضافة إلى ورش العمل المستقلة. من أهم ما تمت الاستفادة من هذا الملتقى الجميل، هو إثراء الساحة التربوية بالتجارب العملية الواقعية، والمبادرات الناجحة التي تحمل طابعي الإبداع والتجديد وتوثيقها، لتستفيد منها الأجيال القادمة، وتحفيز الأفراد والمؤسسات ذات العلاقة للمشاركة في تقديم التجارب النوعية ذات الأثر التربوي الفاعل. العمل في هذا الملتقى «صناع الأثر» ليس بالسهل في الإعداد والتنظيم، فقد كان خلفه مجموعة كبيرة من الشباب والفتيات من منسوبي قافلة الخير، والسواد الأعظم هم من المتطوعين والمتطوعات، عملوا ساعات طويلة كي يقدموا لهذا المجتمع عملا في قالب جميل ومميز، استفاد منه كل شرائح المجتمع.