منذ سنوات كنت أتردد -كغيري من عشاق البحر- على سواحل عسير، خصوصا ليلة اكتمال القمر بدرا، للاستمتاع بانعكاس نوره على شاطئ البحر، وما يحدثه صوت الأمواج في مشاعرنا، تجعلنا نتأمل ذاك السكون الذي يلفنا بعباءته في لحظات الاستكنان، تجمله ابتسامات الوجوه المجهولة، وكل من يحيطون بنا ينظرون إلى السماء، وكأنهم يبعثون رسائل الحب والأمل والرجاء. الآن، من المكان نفسه نرى الأحلام على واجهة عسير البحرية، ولم تعد هي الأحلام ذاتها، فإنسان عسير الذي كان يستمتع بالإمكانات المتاحة لساحل عسير، لم يعد هو ذاك الإنسان المحدود التطلعات. فالأحلام التي صعدت إلى السماء عادت حاملة المبشرات مع أمير يهدي مواطني عسير -بين حين وآخر- إنجازا. واجهة عسير البحرية دُشّنت في افتتاح لم يكن عاديّا، بل كان كرنفالا لكل مواطن في منطقة عسير شهد النقلات النوعية والتنموية للمنطقة. نستطيع القول، الآن «عادت عسير الحسناء» لتنافس سياحيا، ولتكون الرقم الأصعب في صناعة السياحة التي تعتمد على تنوعها الطبيعي الجغرافي والتراثي والثقافي. إنه شعور السعادة الذي نحمله تجاه هذا النسق الجميل، فلم يعد ساحل وواجهة عسير البحرية بمعزل عن خطة التنمية، فقادم الأيام أجملها، ونعلم يقينا أن عقد الجمال لم يكتمل، فالتنقيب عن كنوز منطقة عسير مستمر، ولن يتوقف، فالواجهة الحلم أصبحت حقيقة.