أصبحت الرياضة جزءاً لا يتجزأ من حياة الشعوب، فهي مظهر من مظاهر تقدم المجتمعات، وتعمل على نشر الأخلاق الحميدة والقيم الفاضلة، ومن إيجابياتها التنافس الشريف ومن سلبياتها التعصب الرياضي المبالغ فيه لدرجةٍ يصل إلى التقليل من شأن المنافس، وقد تصل الأمور إلى الشتم والقذف بالأعراض والخصام وتخريب منشآت المنافس والاعتداء وغيرها. للأسف تعاني رياضتنا من هذه الظاهرة السلبية لسنوات دون كبح جماحها وإيقاف خطرها، حيث كان لوسائل الإعلام دور في إشعال نيران التعصب الرياضي وتغذيته من خلال الصحف الرياضية والفضائيات والمواقع الإعلامية المختلفة والمحسوبين على بعض الأندية «بميولهم»، فكانت نتائج هذا التعصب مؤلمة على المشجعين خاصةً الصغار لدرجة أن التعصب لدى هؤلاء وصل إلى حد الجنون والحب الأعمى، حيث إن التعصب داء لا بد من استئصاله عبر حملات للتوعية بالمدارس والجامعات والأماكن العامة والبيوت، وعلى أولياء الأمور مسؤولية مضاعفة في غرس القيم والأخلاق والمحبة في قلوب أبنائهم، وتحذيرهم من هذا التعصب وما ينتج عنه من أضرار نفسية قد تؤثر على مستقبلهم وحياتهم، إلى جانب أن على الأندية دورا كبيرا في التوعية ومحاربة التعصب؛ لأن تأثيرها قوي في الجماهير، ولو أن الأندية مقصرة في هذا الجانب، ولم تستغل مواقعها الإعلامية أو المناسبات الرياضية التي تكون طرفا فيها لنبذ التعصب الرياضي بكل أشكاله وألوانه، إذ لا بد أن ترتقي رياضتنا بالروح الرياضية والمحبة والتنافس الشريف، وهو ما يطمح له الجميع، ولتكن رياضتنا منفعة للوطن لا للكراهية والحقد بين أبناء الوطن.