صدر أخيراً العدد الجديد من سلسلة "أوراق"؛ عن وحدة الدراسات المستقبلية بمكتبة الإسكندرية حول علم المستقبليات، متضمنا دراسة بعنوان "ماهية الدراسات المستقبلية" للباحثة أمنية الجميل. تناقش الباحثة أمنية الجميل في الدراسة نشأة وتطور علم المستقبليات في العالم ومدارسه المختلفة ومناهجه البحثية ونماذج من تطبيقاته التي تخدم الرؤى الإستراتيجية للدول والمجتمعات. وتحاول الدراسة استعراض أهم النقاط المفصلية التي مر بها علم المستقبل في خلال رحلة تطوره منذ أربعينات القرن الماضي من مجرد أفكار ناشئة في أذهان بعض الدارسين، وصولاً إلى الشكل الحالي الذي وصل إليه هذا العلم، والذي صار له تطبيقات واضحة وجلية في مجالات وتخصصات علمية عدة ومؤثرة على مسار المجتمعات والدول. وتشير الدراسة أيضًا إلى الاختلافات التي توجد بين الباحثين أنفسهم حول ماهية هذا الفرع العلمي الجديد ورؤية كل منهم لحدوده وإمكاناته وسبل تطبيقه. وعن التطور التاريخي للتفكير نحو المستقبل، تبين أمنية الجميل في الدراسة أن التفكير نحو المستقبل يعد نشاطا مركزيا للأفراد منذ البدء في بناء الحضارات المختلفة، فعلى سبيل المثال، قدم إفلاطون رؤيته نحو ما يجب أن يكون عليه المجتمع مستقبلاً مستندًا على فكرة العدالة، أما الفيلسوف الإنجليزي توماس مور في كتابه المدينة الفاضلة الذي نشر في عام 1516، فصور المجتمع المستقبلي الذي تتحقق فيه المثالية بالمجتمع الذي يتبع فيه الأفراد مجتمعاتهم، وتبلورت أفكاره حول ملكية الأفراد المشتركة لموارد المجتمع.