"بينما وُلدتْ الكاتبة الإسرائيلية يهوديت هندل في وارسو، ببولندا، وهاجرَتْ إلى حيفا في فلسطين، ولدتُ أنا في الكويت لعائلة فلسطينية لاجئة، وقد أُنكِر عليّ حق العودة إلى فلسطين، وطني". بهذه الكلمات تصدت الكاتبة والروائية الأردنية "حزامة حبايب" لمشروع أنطولوجيا بعنوان «الوفاء بالوعود.. قصص قصيرة لنساء من الشرق الأوسط» تبناه مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة تكساس الأميركية، وضمّت فيه ثلاثين كاتبة بينهن إسرائيليتان هما: يهوديت هندل وأورلي-كاستل بلوم، وما يقارب نصف المشاركات من الوطن العربي. حيث رفضت حبايب وزميلاتها الكاتبات رضوى عاشور، وهيفاء زنكنة، وأملي نصر الله، وليلى الجهني المشاركة فيما وصفنه ب"محاولات مشبوهة" من جانب مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة تكساس لنشر أنطولوجيا مشتركة مع كاتبتين صهيونيتين. مما دعا بعض المؤسسات المعنية بالثقافة العربية ونشر الإبداع العربي إلى نشر بيانات تحيي من خلالها موقف الروائية الأردنية حزامة حبايب وزميلاتها من هذا المشروع الهادف إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل. وجاء في بيان المؤسسة العربية للدراسات والنشر أن "حبايب" استطاعت بجرأتها وإصرارها على فضح محاولات الجهة الأميركية التي تتخذ طابعاً أكاديميا في الظاهر بينما ترمي إلى ما هو أبعد من جانب التوثيق الأكاديمي لمبدعات من الشرق الأوسط للوصول إلى تطبيع ثقافي يخدم بالضرورة الأهداف الصهيونية. وأضاف البيان أن المؤسسة العربية للدراسات والنشر وهي الجهة النشرية التي احتضنت نتاج الكاتبة حزامة حبايب منذ انطلاقتها، تعلن في كل مكان دعمها لموقف الكاتبة حزامة حبايب الأخلاقي الجريء والنبيل. من جهة أخرى حيت رابطة الكتاب الأردنيين موقف القاصة حبايب وزميلاتها العربيات والكرديات اللواتي "هزمن مشروع مركز دراسات الشرق الأوسط "جامعة تكساس" لإصدار أنطولوجيا مشتركة مع كاتبات صهيونيات" كما جاء في البيان. وكانت القاصة حبايب، هي التي انتبهت للدلالات الخطرة لهذه الأنطولوجيا، وقادت حملة ناجحة ضد المشروع مع الكاتبات رضوى عاشور، وهيفاء زنكنة، وليلى أبو زيد، وإميلي نصر الله، وغيرهن. وسبق لحبايب أيضا، أن رفضت ختم جواز سفرها بتأشيرات صهيونية، فيما لم تعارض ذلك كاتبات عربيات متورطات بالتمويل الأجنبي. يذكر أن المشروع الذي أطاحت به حملة حبايب صورة لمشروع انطلق قبل سنوات تحت عنوان "كاتب ومدينة من الشرق الأوسط"، وضم كتابا صهاينة كما تسبب في فتح الرابطة تحقيقا مع عضو فيها رفض الانسحاب من المشروع. وجاء في بيان رابطة الكتاب الأردنيين تأكيدها موقفها الرافض لأي شكل من أشكال التطبيع الثقافي، المباشر وغير المباشر والذي يخدم بالضرورة الأهداف الصهيونية المعادية لشعبنا وقضايانا وحقنا في النهوض والحرية والتقدم. وبالعودة إلى عام 2008 عقب صدور "أنطولوجيا المدن" تعرض ثمانية كتاب عرب إلى سؤال: لماذا تدفعون ب"تل أبيب" إلى أن تكون مدينة طبيعية بين المدن العربية؟ الجواب دائمًا: لقد تعرضنا لخديعة، ولم يقل لنا أحد مسبقًا إن ثمة كاتبًا إسرائيليًا يكتب عن مدينة إسرائيلية هي في الأصل عربية أهلها لاجئون في جهات الأرض. ولكن في هذا حدث الفرق بانتباه وجهد شخصي من الكاتبة حزامة حبايب التي زفّ إليها خبر انضمامها لأنطولوجيا نسائية من الشرق الأوسط. ولم تكتف حزامة بسحب قصتها بل أشعلت جبهة تضامن سرعان ما انخرطت فيها الكاتبات من المغرب "حيث ليلى أبو زيد" إلى مصر "حيث الكاتبة رضوى عاشور" حتى بريطانيا "حيث الكاتبة العراقية الكردية هيفاء زنكنه".. حتى وصل العدد إلى ثلاث عشرة كاتبة رفضن الانخراط في المشروع، ومتبنيات بقوة النص الذي بعثت به حزامة حبايب إلى آنيسماكآن- بيكر محررة الأنطولوجيا ومنه: "إنني لا أستطيع أن أقبل، أخلاقيًا ومبدئيًا، أن أشاطر صوتي، على قدم المساواة، مع كاتبتين تعكسان أو تمثِّلان صوت محتلٍّ بغيض. حين يتعلق الأمر بالقضية الأكثر عدالة في تاريخ الإنسانية المعاصر، ثقي: نحن كلّنا فلسطينيون". ولدت حزامة حامد حبايب في الكويت عام 1965، ومن جامعتها حصلت على بكالوريوس في اللغة الإنجليزية وآدابها عام 1990، عملت في حقل الترجمة والتعليم منذ تخرجها، وقد حازت على جائزة محمود سيف الدين الإيراني للقصة القصيرة من رابطة الكتاب الأردنيين عام 1994، وعلى جائزة مهرجان القدس للإبداع الشبابي في القصة عام 1993، وهي عضو رابطة الكتاب الأردنيين، واتحاد الكتاب العرب.