أعلنت وزارة الخارجية الهولندية تعليق تصدير شحنات الأسلحة الجديدة إلى أنقرة، وقالت الوزارة "قررت هولندا تعليق كل طلبات تصدير المعدات العسكرية إلى تركيا في انتظار تطور الوضع"، لكن ميدانياً، تدور اشتباكات عنيفة منذ الصباح مع محاولة قوات سوريا الديموقراطية التصدي لتقدم القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها التي تشن هجمات على جبهات عدّة في الشريط الحدودي الممتد من رأس العين (الحسكة) حتى تل أبيض (الرقة)، وأجبر عشرات آلاف المدنيين على النزوح من شمال شرق سوريا، وتتزامن الاشتباكات مع قصف مدفعي كثيف وغارات تركية متفرقة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أشار إلى أن قوات سوريا الديموقراطية تستخدم "أنفاقاً وتحصينات بنتها قرب الحدود لشن هجمات مضادة وعرقلة تقدم" خصومها. وقال مصدر في قوات سوريا الديموقراطية من داخل بلدة رأس العين عبر الهاتف "تحاول القوات التركية الهجوم من محاور عدّة لكسر خطوط دفاعنا لكن قواتنا تتصدى لها"، وسمعت أصوات رشقات وقصف مدفعي تزامناً مع تحليق الطيران، وأحصى المرصد مقتل 7 مدنيين و9 من عناصر قوات سوريا الديموقراطية بالنيران التركية لترتفع بذلك حصيلة القتلى منذ الأربعاء إلى 17 مدنياً و41 مقاتلاً في قوات سوريا الديموقراطية. وأعلنت أنقرة مقتل 4 جنود أتراك وإصابة عدد آخر في إطار العملية العسكرية، وفق ما نقلت السلطات والاعلام، وقالت وزارة الدفاع التركية إن العملية العسكرية "تجري كما هو مخطط لها"، وغداة سيطرة الجيش التركي والفصائل على 11 قرية حدودية، تمكنت قوات سوريا الديموقراطية، وفق المرصد، من استعادة السيطرة على قريتين ليلاً. بلا مأكل ومأوى والمنطقة الممتدة من رأس العين حتى تل أبيض على طول أكثر من 100 كيلومتر ذات غالبية عربية بخلاف المناطق الحدودية الأخرى ذات الغالبية الكردية، وبحسب أحد السكان المحليين، فإن عشرات من السكان العرب في المنطقة بدأوا القتال مع القوات التركية فور شن هجومها، وأعربت منظمة أطباء بلا حدود عن قلقها على مصير المدنيين، محذرة من أن التصعيد "سيفاقم من الصدمات التي تكبّدها السوريون خلال أعوام من الحرب والعيش في ظروف محفوفة بالمخاطر". وأغلق مستشفى في تل أبيض، كانت تدعمه المنظمة، أبوابه بسبب مغادرة معظم أفراد الطاقم الطبي مع عائلاتهم. وأعلنت الإدارة الذاتية أنها ستخلي مخيم المبروكة للنازحين، الواقع على بعد 12 كيلومتراً من الحدود وتبحث عن موقع بديل لمخيم عين عيسى، لحماية 20 ألف نازح في الموقعين من القصف التركي. وساطة أميركية وانضمت روسيا الجمعة إلى قائمة الدول الغربية، والأوروبية خصوصاً، التي حذرت من أن يساهم الهجوم التركي في إعادة إحياء تنظيم داعش الذي لا يزال ينشط عبر خلايا نائمة رغم هزيمته الميدانية على يد قوات سوريا الديموقراطية، وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن الآلاف من مقاتلي التنظيم المتطرف المحتجزين لدى الأكراد قد يستعيدون حريتهم مضيفاً "إنه تهديد حقيقي لست واثقاً أن بإمكان الجيش التركي السيطرة على الوضع أو السيطرة عليه بسرعة"، وأحبط حراس مخيم الهول في شمال شرق سوريا أعمال شغب قامت بها نسوة من عائلات مقاتلي تنظيم داعش، وفق ما أفاد مسؤولون أكراد. وكررت قوات سوريا الديموقراطية مؤخراً خشيتها من أن ينعكس انصرافها إلى قتال القوات التركية سلباً على جهودها في حفظ أمن مراكز الاعتقال والمخيمات، كما في ملاحقة الخلايا النائمة للتنظيم. وفي مدينة القامشلي، قتل 3 مدنيون في تفجير سيارة مفخخة قرب مطعم مكتظ، وفق قوى الأمن الكردية التي وجهت أصابع الاتهام لتنظيم الدولة الإسلامية، وهذا ثالث هجوم تشنّه تركيا مع فصائل سورية موالية لها في شمال سوريا، بعد هجوم أوّل عام 2016 سيطرت فيه على مدن حدودية عدّة، وثان عام 2018 سيطرت خلاله على منطقة عفرين الكردية.