أوقف وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي أمس، أسئلة الصحفيين المتعلقة بالنفط والغاز، مؤجلا تصريحاته عن الطاقة الأحفورية إلى اجتماع منظمة "أوبك" المقبل، وذلك على حساب الاهتمام بالتنمية البشرية واستثمار العقول، حيث شدد على أهمية التوسع في إنشاء المعاهد وتدريب الشباب وتأهيلهم. وأكد النعيمي خلال رعايته لتوقيع مذكرة تفاهم بين المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني والمعهد التقني السعودي لخدمات البترول في الدمام وشركة أرامكو لأعمال الخليج المحدودة في الرياض أمس، والتي تفضي إلى تشغيل المعهد التقني السعودي لخدمات البترول في محافظة الخفجي، أن المعاهد ستقدم فرصا لتدريب الشباب لتولي مناصب في الصناعة، مشيرا إلى أن الصناعة تنمو وتتطور بشكل مطمئن، مشددا في ذات الوقت على أهمية التوسع في إنشاء المعاهد التقنية بشكل عام والخاصة بخدمات البترول بشكل خاص. ووصف النعيمي توقيع المذكرة البداية التي يتطلع من خلالها إلى إنشاء معاهد تقنية متعددة في الصناعة وجميع الأنشطة. وعن الدعم الذي قدمته وزارة البترول والثروة المعدنية لتشغيل المعهد التقني السعودي لخدمات البترول في محافظة الخفجي، قال: "الدعم كثير، تقنيا وماديا، وغير ذلك لكن الدعم الأهم هو تعيين عبدالرحمن عبدالكريم رئيسا لمجلس إدارة المعهد". من جانبه كشف محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني الدكتور علي الغفيص، أن المؤسسة تتجه إلى تشغيل بعض الكليات بخبرات دولية، مبينا أن الهدف من ذلك هو توطين هذه الخبرات ونقلها إلى المملكة، مضيفا أن مثل هذه الخطوة ستخرج طلابا بنفس المستوى في تلك الدول المستضيفة للتشغيل. وبين الغفيص أنه سيتم ابتعاث بعض المنتسبين للمؤسسة لإكمال دراساتهم أو لتطوير خبراتهم، مبينا أن 2000 خريج من الكليات التقنية والمتميزين سيتم ضمهم إلى برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث لإعدادهم كمدربين تقنيين، مضيفا أن 500 موظف سنويا من حملة البكالوريوس سيتم إرسالهم لإتمام درجة الماجستير، بالإضافة إلى 2000 لتدريبهم تدريبا متقدما في دول متقدمة في مجالات متعددة. ووقع المذكرة من جانب المؤسسة المحافظ الدكتور علي الغفيص ومن جانب المعهد التقني السعودي لخدمات البترول في الدمام المستشار لشؤون الشركات في وزارة البترول والثروة المعدنية رئيس مجلس الأمناء عبدالرحمن عبدالكريم، ومن جانب الشريك الاستراتيجي شركة أرامكو لأعمال الخليج المحدودة رئيس الشركة وكبير الإداريين التنفيذيين المهندس عبدالله الهلال. وأوضح الغفيص أن إنشاء المعهد التقني السعودي لخدمات البترول في الخفجي يأتي امتدادا للنجاح الذي حققه المعهد التقني السعودي لخدمات البترول في الدمام في تدريب وتأهيل الكوادر الوطنية في مجال صناعة خدمات البترول لتغطية حاجات الشركات العاملة في هذا القطاع من الأيدي العاملة الوطنية المدربة. من جهته أكد رئيس مجلس أمناء المعهد التقني السعودي لخدمات البترول في الدمام عبدالرحمن عبدالكريم، أن هذه الشراكات ستوفر فرص التدريب للشباب السعودي وإحلالهم في الوظائف التقنية بشكل عام وشغل آلاف من الوظائف المتاحة في قطاعات الصناعة بشكل خاص. وأضاف عبدالكريم أن المشروع يمثل خطوة مهمة جديدة لما يكتسبه التدريب التقني والمهني من أهمية متزايدة في الاقتصاد الحديث، مبينا أن الصناعة هي عصب الاقتصاد على مستوى العالم وكذلك بالنسبة للاقتصاد السعودي، مبينا أن المملكة تتبنى من استراتيجيتها التنموية التحول إلى اقتصاد معرفي تكون الصناعة محورا أساسيا فيه. أما عبدالله الهلال، فقال إن دور شركة أرامكو لأعمال الخليج المحدودة سيتمثل في المشاركة في الإشراف على الإدارة وتشغيل المعهد بالاشتراك مع الأطراف الأخرى وتقديم الدعم الفني ودعوة الشركات العاملة في مجال البترول والطاقة للمشاركة في دعم المعهد ورعاية المتدربين، مضيفا أن اليد السعودية العاملة الفنية والمهنية هي الأساس لبناء واستدامة قطاع الصناعة وتشكل ضرورة ملحة في مسار التنمية الاقتصادية.