في مقر المديرية العامة للمياه بجازان، ستدهشك بمجرد دخولك حالة من التنظيم والعمل الدقيق، وستشعر منذ الوهلة الأولى أنك في مقر إحدى الشركات، فلا مجال هناك سوى للشباب السعودي المبدع، وحين تتجول بين المكاتب وفي الأروقة ستفتقد ما تعودته في بعض الدوائر الحكومية من أصوات المراجعين والموظفين، التي تصل لدرجة الضجيج، فالكل منكب على عمله، ولا مجال للكلام، وإنما العمل والإنجاز. هكذا بدا المشهد حيويا باعتمادهم للعمل المؤسسي، حيث اكتشفت "الوطن" أن ست مناطق في المملكة كانت تفتقر لوجود مديرية للمياه بها من بينها جازان، إذ لم يمض على إنشاء مديرية المياه بجازان سوى 7 سنوات، لكن مديرها المهندس حمزة قناعي، قال في حوار مع "الوطن"، إن منجزات المديرية والأعمال التطويرية لبرامج الخدمات والخطط الاستراتيجية واكبت التطلعات في فترة وجيزة، مرجعا تلك النجاحات إلى الشباب المتفاني في المديرية. وأضاف "أنا فخور بهؤلاء الشباب وصدقني بقي حمزة قناعي أو انتقل لموقع آخر، فلن يؤثر ذلك على سير العمل، لأن خطة العمل واضحة، فلدينا خطط واضحة للشهر المقبل وللعام المقبل كذلك".. وأكد أن هناك مشاريع مياه وصرف صحي يجري تنفيذها في المنطقة بتكلفة 6 مليارات ريال، مرجعا سبب تأخر مشاريع الصرف الصحي إلى عدم توفر مخططات حديثة للمدن. وأشار إلى استكمال مشاريع تهامة جازان خلال عام ونصف العام. كما تطرق قناعي إلى موضوعات أخرى هامة، فإلى نص الحوار: لماذا تأخرت جازان في تنفيذ مشاريع الصرف الصحي؟ نعم تأخرنا لعدم وجود مخططات في البلديات، فنحن تعثرنا في مدينة جازان لأن المخططات التي استلمناها للمدينة قديمة منذ عام 1415، فكانت الطبيعة على أرض الواقع مختلفة جدا عن المخططات، والسبب الرئيسي في التعثر هو عدم وجود مخططات رغم وجود الميزانيات، وكنا في البداية نؤخر التنفيذ حتى استكمال المخططات الجديدة، ولكن تحت الضغط طرحناها للتنفيذ، وكنا نتوقع تعثرها لاعتمادها على مخططات قديمة، وبالفعل تعثرت كما حصل في مدينة جازان. لماذا لم تنفذ المديرية المخططات بنفسها؟ الصرف الصحي كان مسؤولية البلديات، فجازان من المناطق التي لم تنشأ بها المديرية إلا قبل 7 سنوات وبدأنا بموظفين ثالثهم المدير، ومكثنا سنتين في إعداد واستقطاب الكوادر. وتتولى المديرية بنفسها حاليا تنفيذ المخططات، وهناك دراسة استراتيجية للصرف الصحي نفذها استشاري بريطاني، وهذه الدراسة تستمر حتى نهاية المشاريع بالمنطقة. بعد سبع سنوات ما الذي نفذ حتى الآن؟. وما أهم المشاريع الجاري تنفيذها؟ مشاريع الصرف الصحي تنفذ الآن في عدة محافظات منها صبيا وأبوعريش وصامطة وبيش وضمد والدرب وفرسان إضافة لمدينة جازان، وتمت هذا العام ترسية محطات لمعالجة مياه الصرف الصحي بلغت 7 محطات، إذ سلمنا هذا العام مواقع صامطة وبيش وصبيا، وتبلغ تكلفة تنفيذ كل محطة نحو 200 مليون ريال، روعي في طاقتها الكثافة السكانية لكل مدينة، وبدأنا في تنفيذ الشبكات ليتزامن تنفيذها مع محطات المعالجة، وواجهنا في البداية تعثرا في جزء من مشروع الشبكات بمدينة جازان، وتم سحب المشروع من المقاول، وبناء على النظام فقد حملنا المقاول المتعثر فرق التكلفة، وسيتم خلال سنتين الانتهاء من تنفيذ مشاريع الشبكات لمدينة جازان، وتبلغ قيمة المشاريع الجاري تنفيذها الآن في المنطقة 6 مليارات ريال تشمل مشاريع المياه والصرف الصحي. هناك أحياء ومخططات جديدة يتمنى ساكنوها أن تتوفر بها الخدمات التحتية، فهل هناك نية لإنجاز ذلك؟ مخططات سبعة وثمانية وتسعة طرحت لها مشاريع المياه والصرف الصحي، وستنفذ قبل السفلتة بالتنسيق مع الأمانة التي ستتولى عمليات الردم لنتولى بعد ذلك تنفيذ الشبكات، والتنسيق بيننا وبين الجهات الحكومية بدأ يتحسن بشكل ملحوظ. وقد اعتمدنا في مواسير مشاريع الصرف الصحي بجازان مواصفات خاصة كون التربة المالحة تربة عدوانية، لذلك اعتمدنا المواسير الخزفية. بالنسبة لمحافظة أبوعريش، ماذا لديكم من مشاريع لها، فقد تكررت شكاوى المواطنين من مشكلات الصرف؟ المقاول استلم الموقع في أبوعريش لتنفيذ محطة المعالجة والشبكات ومدة المشروع 3 سنوات، وهناك محطة معالجة مصغرة في قرية مصبح بأبوعريش كون المواطنين اشتكوا من تسرب مياه الصرف للآبار بعد تفريغ الوايتات لمياه الصرف في المرمى الخاص ببلدية أبوعريش، وتعاونا مع البلدية، والمحطة تعمل بنظام المعالجة الثلاثية. كيف تنظر لتعاون المواطنين تجاه تنفيذ مشاريع الخدمات؟ يوميا نواجه اعتداء من بعض المواطنين على الشركات المنفذة لمشاريع المياه والصرف الصحي، آخرها في حي المعبوج حيث وقعت حادثة مضاربة، فهذه المشاكل نواجهها بشكل يومي ومشاكلها كثيرة وتم تحويل القضية للشرطة، ونعترف بأن هناك حفريات كثيرة لبعض المشاريع كالتي في صبيا، لكن صبيا من جهة أخرى محظوظة لأن بها مقاولين مختلفين لتنفيذ مشاريع المياه والصرف، ورسيت في وقت واحد وهو ما أحدث تنافسا بين المقاولين، فكل مقاول يريد أن ينجز أكثر وينتهي أولا. كيف تجدون تعاون المسؤولين والبلديات مع مشاريعكم؟ لدينا اجتماع بعد أيام مع محافظ صبيا ورئيس بلدية صبيا لتفادي بعض المعوقات، وكانت لدينا في السابق مشاكل مع بلدية صبيا والآن يوجد تعاون منقطع النظير معها بوجود المحافظ محمد عباس حكمي. وأتمنى أن يوجد مثل هذا التعاون مع باقي المحافظات، وسنناقش معهم فكرة أن تتولى مديرية المياه سفلتة الشوارع بالكامل بدلا من الترقيع بعد أن نزيل الإسفلت كاملا لمد خطوط الشبكات، إذ سنتولى مجموعة من الشوارع والبلدية ستتولى بقية الشوارع وسنتفق على ذلك من خلال المحاضر لنبدأ التنفيذ، والمعتمد الآن لمشاريع المياه والصرف الصحي الجاري تنفيذها بصبيا يفوق المليار ريال وبالمقارنة فمشاريع الصرف في مدينة جازان لا تصل المليار، وأهالي صبيا سيعانون من تبعات التنفيذ لسنتين ولكنهم بعدها سيرتاحون بانتهاء هذه المشاريع لاسيما مع تعاون البلدية الكبير. لكن القرى والمدن المحيطة بصبيا كالظبية يشتكي أهلها من تأخر مشاريع المياه والصرف؟ قبل أسبوعين ضُمت الظبية لمشروع الصرف الصحي بصبيا وسننتقل مباشرة لها لتنفيذ شبكات الصرف الصحي بعد الانتهاء من صبيا، وبالنسبة للمياه فقد اعتمدت مخططات الظبية للبدء بتنفيذ الشبكات التي ستغذى من الخط الناقل من العوص لضمد، وسننتهي من مشاريع المياه في الساحل "تهامة" بنسبة 100% في قرابة سنة ونصف السنة. ما آخر المشاريع المنجزة؟ ضخينا لضمد بعد أن قمنا بتعبئة الشبكات، وسيستفيد من الضخ من لديهم شبكات جديدة، ونعمل على استكمال بقية التمديدات لكامل سكان ضمد. ماذا لديكم للقطاع الجبلي من مشاريع لاسيما مع تركيز أمير منطقة جازان لإيصال الخدمات للقطاع الجبلي؟ أذكر أن الأمير محمد بن ناصر لم يفوت الفرصة عندما تحدث لخادم الحرمين الشريفين أثناء زيارته للمنطقة عام 1427 عن حاجة القطاع الجبلي لمشاريع المياه أمام وزير المياه والكهرباء، وقال للملك: المنطقة الجبلية تشكل ثلث منطقة جازان ولم تعط مشاريع المياه بها أي اهتمام، فوعد الوزير الأمير محمد بن ناصر بدعم مشاريع المياه الخاصة بالقطاع الجبلي. بعد سبع سنوات من ذلك الوعد ما الذي تحقق للقطاع الجبلي؟ الآن كل مشاريع المياه الخاصة بالقطاع الجبلي تمت ترسيتها وهي تحت التنفيذ الآن، وهناك مشاريع انتهت وتم تشغيل الشبكات بها كجبال دفا وآل محمد والعيدابي وبلغازي ومركز عمود بالريث.. كل هذه المواقع تم إيصال المياه للمواطنين فيها، أما العارضة فقد تم تنفيذ كامل شبكاتها ولم يبق سوى الخط الناقل للمياه من أبوعريش للعارضة بطول 38 كلم، وقطعنا فيه أكثر من 30 كلم وبقي حدود 8 كلم. أما ما يتعلق بفيفاء فبها ثلاثة مشاريع للمياه ويجري حاليا تنفيذها، حيث سيتم تزويدها بالمياه بمد خط ناقل لمياه التحلية من صبيا إلى أعلى قمة في جبل فيفاء، وستمد كذلك لجبال بني مالك بالكامل، وبالنسبة للريث تمت ترسية مشروعها وبدأ المقاول التنفيذ لشبكاتها، وستصلها المياه من محطة سد وادي بيش إلى أعلى قمة بالريث، وكذلك هروب فمشاريعها تمت ترسيتها والمقاول بدأ التنفيذ ولها خط ناقل من بيش. كيف يمكنكم الاستفادة من سد وادي بيش؟ تمتد خلف هذا السد بحيرة مائية بطول 43 كلم، وعند عبورها ستظن أنك في بحر لضخامتها، ويرتفع سد بيش 106 مترات. ولدينا على أرض الواقع برامج مدروسة للاستفادة من هذا المشروع وإدارته بما يخدم التنمية الزراعية. تناول عدد من المواطنين في الفترة الماضية إشاعة عن وجود تشققات في جدار سد بيش فما الحقيقة؟ لا توجد تشققات فما شاهده البعض وظنوه تشققات هو في الحقيقة مواسير لإخراج مياه التبريد الداخلية لجسم السد، ومعظم السدود من هذا النوع تستخدم هذه التقنية لأن السد مكون من 6 أدوار يضم مصاعد كهربائية، وداخل هذه الخرسانة المكونة للسد ترتفع الحرارة ارتفاعا شديدا، ودون عملية التبريد لن يطاق الجو داخل السد، فعند مشاهدة البعض لفتحات المواسير التي تصرف مياه التبريد، قالوا إن هناك تهريبا لمياه السد وتشققات. أمام ضخامة المخزون المائي خلف السد متى كانت آخر عملية تصريف لري الأراضي؟ - نحن منذ افتتاح السد وحتى اليوم والسد مفتوح وبالتحديد منذ ستة أشهر ولكن الفتحات صغيرة ليظل الوادي جاريا طوال العام دون إحداث أضرار وهو الأفضل لتغذية الأراضي والآبار والمياه الجوفية. تراكمات الطمي في قاعدة السد إشكالية كيف ستتعاملون معها؟ في سد بيش لن تحدث هذه الإشكالية فقد تم تلافيها عند تصميم السد، حيث بوابات السد في قاعه وعند فتحها تخرج المياه مصطحبة معها الطمي للخارج، لكننا نواجه هذه المشكلة مع سد وادي جيزان لأن موقع البوابات مرتفع فيتراكم الطمي أسفل البوابات، ولكننا رغم ذلك نزيل تلك الكميات من الطمي لأنه يستهلك مساحة كبيرة من طاقة السد فقد أخذنا أكثر من 10 ملايين طن من الطمي، ولدينا الآن مشروع جديد لإخراج نفس تلك الكمية من الطمي. مصادر المياه بمنطقة جازان لم تكن تستغل في الماضي فهل هناك حلول للاستفادة منها؟ كان همنا عند إنشاء المديرية هو التركيز على توفير مصادر المياه بالمنطقة ونجحنا في ذلك نجاحا كبيرا فلدينا محطة تحلية الشقيق نأخذ منها 75 ألف متر مكعب. أما محطة التنقية على سد بيش فتنتج الآن 75 ألف متر مكعب، وبعد سنة ونصف السنة سيكون إنتاجها 150 ألف متر مكعب بعد الانتهاء من مشروع توسعتها الجاري تنفيذه الآن، ولدينا محطة الماطري 50 ألف متر مكعب، ومحطة أبوعريش 40 ألف متر مكعب، ومحطة على سد وادي ضمد 20 ألف متر مكعب، ويبلغ عدد السدود في المنطقة 13 سدا، ونحتاج من 300 إلى 350 ألف متر مكعب من الآن وحتى 2015 فالمصادر وهي الأهم تم توفيرها ولله الحمد، والشبكات بعد سنة ونصف السنة كحد أقصى سننتهي بشكل كامل من تنفيذها في تهامة، وبعد أقل من 3 سنوات في القطاع الجبلي. هناك العديد من الشكاوى حول السقيا فما الذي استجد لإنهاء هذه المشكلة؟ بذلنا جهدا كبيرا في موضوع السقيا فقد كانت شكوى المواطنين في السابق أن المياه لا تصلهم. وقد سألت سمو أمير المنطقة عن طبيعة الشكاوى التي تصله من المواطنين حاليا، فقال إنهم يشتكون فيها من قلة الكميات المخصصة للسقيا، وأنها غير كافية، ونحن نعترف بأنها غير كافية، فالفرد يحصل من السقيا الآن على نحو 20 لترا في اليوم والمعدل العالمي 250 لترا في اليوم، لكننا ومع افتتاح مشاريع المياه في عدد من المواقع الجبلية التي كانت تعتمد على السقيا، قمنا بتحويل مشاريع السقيا إلى مواقع أخرى، وطورنا نظام السقيا من المشاهد العادية إلى نظام الكروت. لكن اكتشفنا لاحقا إشكالية في الكروت فعندما يكون خزان المواطن لا يستوعب إلا طنين والكرت يوجد به 8 أطنان تحدث خلافات بين المقاول والمواطن كون المواطن لن يلتزم بإعادة الكرت للمقاول، وما زال به عدد من الأطنان لم تستهلك، وهو ما يضطر المقاول لإعادة التعبئة حتى إكمال الكمية المقرة في الكرت، وبسبب هذه المشاكل في نظام الكروت ابتكرنا نظام البطاقات الممغنطة التي تحفظ للمواطن كميات المياه التي لم يستهلكها فعندما يستهلك طنين تتبقى له 6 أطنان كرصيد في البطاقة، وهذه الفكرة سنطبقها بعد أسبوعين وسيدشنها أمير المنطقة قريبا، وهي تطبق لأول مرة على مستوى المملكة.