كشف أخصائيون اجتماعيون وخبراء في معالجة سلوكيات الأطفال ل"الوطن" أن هناك 4 أسباب يقوم بها الوالدان تزيد من قلة النشاط الصيفي عند الأطفال في فترة الإجازة الصيفية، ومن هذه الأسباب عدم بقاء الآباء لمدة أطول أمام المنزل أو في الحديقة أو في الحي لمراقبة الأبناء، ثانيا، تقليل اللعب الاجتماعي والاحتكاك بالأطفال الآخرين، ثالثا، عدم اختيار المكان المناسب للأطفال في اللعب والمراكز، رابعا، عدم إشراك الأطفال في أندية أو نشاطات مفيدة. احتواء وتوجيه أوضح الأخصائي الاجتماعي عادل ثقفان، أنه من الممكن، خلال فترات الإجازات المدرسية، قد لا يكون الوالدان في إجازة أيضا، خاصة إذا ما كانا كلاهما موظفين، فيعود هذا بالسلب على الأطفال، وقد لا يشعرون إلا وهم متوقفون عن القراءة والكتابة وحل الواجبات المدرسية. ويبقى الأطفال حبيسي المنزل بانتظار إجازة نهاية الأسبوع للخروج من المنزل بصحبة الأبوين للعب في الحديقة أو الأسواق المغلقة، إن اللعب مرتبط بالأطفال، واللعب طريقة تطور أجسادهم وقدراتهم وتفكيرهم. قلة النشاط أبان ثقفان أنه على مدى السنوات القليلة الماضية تقلصت فرص الأطفال للعب بحرية وبقوة وجهد، وانخفضت لياقتهم البدنية، وأصبحنا لا نرى الأطفال يمارسون اللعب أمام المنزل أو في الحي مع أطفال آخرين، فأصبح اللعب الحر مفقودا. وأعتقد أن أهم الأسباب التي قيدت مثل هذه الأنشطة، ليس لدى الآباء وقت أطول وأيضا تقليل اللعب مع الأطفال الآخرين؛ لحرص كلا الوالدين على سلامة وبقاء الأبناء في المنزل، إذا ذهبت العائلة للحديقة مرة في نهاية الأسبوع يكون الأب هو من يختار المكان، وتجد الألعاب هي ذاتها التي تمت زيارتها في المرات السابقة، بعكس حين يخرج الأطفال أمام المنزل أو الحي ويُخرجون ألعابهم وأدواتهم لاستكشاف العالم المحيط بهم. الأمان النفسي قالت الأخصائية النفسية ومعالجة سلوكية تهاني بن جريس: "الأطفال هم فلذات أكبادنا وهم النشأ الواعد للمستقبل، والأمل الذي من بعدنا نبلغ به الآفاق التي لم نصل إليها، وقد أصبح هذا العلم بهم وبدورهم في الحياة، مصدر إلحاح وضرورة تستدعي وضع أساسيات صحيحة تقوم عليها تربيتهم والعناية بهم من قبل ولادتهم، بالاطلاع والتثقيف والاستعداد البدني والنفسي والاجتماعي الكامل لاستقبالهم بحفاوة والإمساك بيدهم إلى ميادين الحياة الفسيحة حيث الرقي والازدهار والحياة الآمنة". مشيرة إلى أن بعد التثقيف عندما نتحدث عن الأمان فنحن نقصده بكل أنواعه وتحديدا في موضع اهتمامنا هنا "الأمان النفسي" الذي يكون درعا حصينة لهم من الإصابة بالتوتر المتصل والقلق والاكتئاب المبكر في سن تعتبر لهم بوابة الحياة التي ربما نعطيهم صورة مشوهة لها قد تعلق في أذهانهم دهراً وتأثر على كامل حياتهم والأجيال فيما بعد. الوالدان أولا أوضحت جريس أننا في الإجازة الصيفية كان فرضا علينا أن نلفت انتباه الوالدين، في كيفية استغلال هذه الفترة لشحذ هممهم ورفع طاقاتهم عوضاً عن الكسل والخمول الذي يملأ أغلب البيوت في الإجازات بسبب اليوميات غير المجدولة بالترفيه المفيد واجتماعات القراءة المكتبية في المنزل والنقاشات المثرية بعدها والرحلات الجميلة إلى الحدائق التي يكتشف فيها أنواع الحيوانات والنباتات وكذلك المجمعات الفلكية التي تتحدث عن الفضاء والمتاحف التاريخية لتعريفهم بأهمية تراثهم والانفتاح على تراث الحضارات الأخرى ولا ننسى الأنشطة الرياضية في الأماكن الفسيحة التي يمارسون فيها هواياتهم المتعددة بكل طلاقة ونشاط، حيث إن كل هذا يعود بفوائد صحية بدنية ونفسية، يتحسن من خلالها عمل الدماغ من خلال تحفيز قدراته على مستوى أكبر يؤهله للمراحل الجديدة في التعليم والصعود المستمر. التعبير في الرأي قدمت الأخصائية النفسية نصيحة للوالدين بألا ينصرفوا انصرافا تاما بانشغالهم واستسلامهم لضغوطات الحياة اليومية، ويهملوا الحوار بينهم وبين أطفالهم، حيث إن أغلب المشاكل التي ألمسها شخصياً في عيادتي هي حالات تفتقد لأدنى مستويات الحوار والاحتواء في جو عائلي يسوده الدفء والأمان. موضحة أن هناك بعض الأخطاء الشائعة التي يرتكبها الأهل مع أبنائهم تحميلهم بما لا طاقة لهم به، وتجاهل أن هذه العطل الدراسية هي احتياج مدروس تربويا للأطفال، يجددون من خلاله نشاطهم ويشحذون هممهم لاستقبال عام دراسي جديد بكل حماس. أسباب زادت من ارتفاع قلة النشاط الصيفي للأطفال 1. عدم بقاء الآباء وقتا أطول مع الأطفال 2. تقليل اللعب الاجتماعي والاحتكاك بالأطفال الآخرين 3. عدم اختيار المكان المناسب للأطفال في اللعب والمراكز 4. عدم إشراك الأطفال في أندية أو نشاطات مفيدة