فيما حذر الرئيس الأميركي دونالد ترمب إيران بعد تجاوزها بنود الاتفاق النووي، قائلا إنها «تلعب بالنار»، تستمر طهران في لعبة الابتزاز مع الدول الموقعة على الاتفاق، الأمر الذي يمهد لفشل هذا المشروع في ظل تصريحات البيت الأبيض الصريحة بأن «الولاياتالمتحدة وحلفاءها لن يسمحوا لإيران أبدا بتطوير سلاح نووي»، وأن واشنطن مستعدة للاستمرار في ممارسة «أقصى الضغوط» على نظام الملالي لإرغامه على التخلي عن أي طموحات نووية. اللعب على العواطف دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طهران إلى التراجع عن تجاوز الحد المنصوص عليه من اليورانيوم المخصب في الاتفاق، أما بريطانيا فقد هددت بالانسحاب من هذا الاتفاق، فيما قالت الأممالمتحدة إن على إيران احترام التزاماتها بموجب الاتفاق، في حين اعترف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بتجاوز بنود الاتفاق، لكنه أشار إلى أن إيران قد تتراجع عن هذه الخطوة. يأتي ذلك في وقت قالت فيه روسيا: إن على إيران عدم اللعب على العواطف، وأن تتراجع عن مسألة خرق بنود الاتفاق النووي. ابتزاز المجتمع الدولي اتهم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إيران باستخدام برنامجها النووي «لابتزاز المجتمع الدولي وتهديد الأمن الإقليمي». وكتب وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت في تغريدة أن لندن «قلقة بشدة» ودعا إيران إلى «العودة إلى الالتزام»، وهدد بالانسحاب من الاتفاق النووي برمته. واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن «من الضروري» أن تلتزم إيران بالاتفاق. وكان الاتحاد الأوروبي أعلن بعد اجتماع يهدف إلى إنقاذ الاتفاق، أن آلية الدفع الخاصة «إنستكس» التي أُنشئت لمساعدة إيران في الالتفاف على العقوبات أصبحت أخيرا «عملانية». إلا أن ظريف اعتبر أن «جهود الأوروبيين غير كافية وبالتالي فإن إيران ستمضي قدما في تدابيرها المعلنة». وأضاف أن «الآلية ليست سوى بداية الالتزامات الأوروبية وهي حتى لآن لم تجد بعد طريقها إلى التنفيذ». التفاف عراقي على العقوبات يسعى العراق إلى إنشاء «منفذ» مالي يتيح له مواصلة شراء الكهرباء والغاز الحيويين من إيران والالتفاف على العقوبات الأميركية المفروضة على طهران. ونقلت تقارير إخبارية أمس عن 3 مسؤولين عراقيين قولهم إن «آلية الأغراض الخاصة» تسمح للعراق بدفع ثمن الطاقة الإيرانية المستوردة بالعملة العراقية «الدينار»، التي يمكن أن تستخدمها إيران لشراء البضائع الإنسانية حصرا. وأوضح مسؤول أن «الحكومة العراقية ستواصل سداد ثمن الغاز لإيران عن طريق إيداع أموال في حساب مصرفي خاص داخل العراق بالدينار العراقي»، مضيفا أن «إيران لن تكون قادرة على سحب الأموال، لكنها ستتمكن من استخدامها لشراء سلع من خارج العراق». وتصر الولاياتالمتحدة على وجوب أن يوقف العراق اعتماده على الطاقة الإيرانية، لكن بغداد تقول إن ذلك قد يستغرق ما يصل إلى أربع سنوات، ستحتاج خلالها إلى شراء الغاز الإيراني على الأقل.