طالبت الجمعية السعودية لمساندة كبار السن «وقار» بسرعة تدخل مؤسسات الدولة الحكومية والأهلية لعلاج حزمة من المشكلات التي تواجه كبار السن حاليا، منها ضعف الدخل الاقتصادي، وفقدان العلاقات، وضعف الوضع الصحي لهم، مبينة بأن أغلب مشاكلهم لم تكن ظاهرة مسبقا بسبب الترابط الأسري، إلا أنها انتشرت بعد التغيرات الاقتصادية والاجتماعية، ومع وجود مشاكل الإسكان. مشكلات كبار السن أوضحت دراسة بعنوان «واقع الرعاية المقدمة لكبار السن - دراسة استطلاعية» أعدتها الجمعية السعودية لمساندة كبار السن، أن «الفراغ الذي يحدثه التقاعد، وما يترتب عليه من انخفاض الدخل أو انعدامه له أثر سيئ في الحالة الاجتماعية والنفسية التي يواجهها المسن، حيث أظهرت الدراسات أن غالبية المسنين المقيمين في دور الرعاية الاجتماعية 75 % منهم كانوا يعانون من ضعف الدخل الاقتصادي، والحرمان من العائد المادي، والتقدير المعنوي للعمل، وفقدان العلاقات، وهو قد يتصل ببداية التدهور النفسي». الجانب الاجتماعي بينت الدراسة أن الجانب الاجتماعي للفرد يتأثر مع تقدمه في السن تأثرا كبيرا، فالتقدم في العمر قد يفرض نوعا من الحياة الاجتماعية المغايرة لما كانت في السابق، وأهم عامل يحد من تفاعل المسنين مع المجتمع المحيط بهم، هو ضعف الوضع الصحي للمسن، حيث احتلت هذه المشكلة المرتبة الأولى من مشاكل المسنين بنسبة 62,5 %. الانسحاب الاجتماعي ذكرت الدراسة، أن «فئة من المسنين قد يلجؤون للانسحاب الاجتماعي، فيأنس المسن بالجلوس بمفرده أو مع أفراد أسرته المقربين، وتحاشي الاختلاط مع الآخرين من الأصدقاء والجيران والأقارب، ويقل حضورهم ومشاركتهم في المناسبات الاجتماعية، وقد يرجع ذلك لإحساس المسن بأن الواقع الذي يعيشه لا يمت بصلة لواقعه الشخصي، فالحياة قد تغيرت، وأصبحت الأمور غير مألوفة، وقد ينشغل بأمور الآخرة، وقضايا الموت، وبالتالي يزهد في الدنيا ويرى في العزلة الاجتماعية ملاذا له». وأضافت أن «مرحلة كبار السن قد تؤدي لنوع من التغير في الأدوار الأسرية، وربما يحدث ذلك صراعا في الأدوار بين أفراد الأسرة، حيث يتأثر دور رب الأسرة، فبعد أن كان هو الرجل المدبر والمنفذ في المنزل، أصبح دوره هامشيا، نتيجة لكبر سنه، حيث يضطر الفرد في هذه المرحلة من العمر إلى التخلي عن الكثير من المهام، وتسليمها إلى بعض أفراد أسرته». رفض الجديد أشارت الدراسة، إلى أن «دول الخليج شهدت أكبر نقلة حضارية سريعة في العالم، وأخذت التحولات الاجتماعية تصاحب هذه الطفرة في جميع المجالات، كان من أبرز مشاكل كبار السن رفض الجديد، حيث يميل المسن إلى عدم الثقة في كل ما هو جديد من خبرات أو أفكار ومنتجات، فهم يتعلقون بما تعودوا وألفوا في حياتهم». المشكلات النفسية بينت الدراسة، أن «الجانب النفسي لدى المسن يتأثر بعدد من المشكلات التي تنعكس على حياته، وعلى أسرته، كالشعور بالوحدة، حيث تتأثر الحالة النفسية للفرد مع التقدم في العمر، فقد يشعر المسن بالوحدة والعزلة، أو أنه أصبح شخصا غير مرغوب فيه أو لا فائدة منه، وقد يتصف بعض المسنين بالاضطراب وسرعة الانفعال، لأسباب بسيطة، ربما كانت في السباق من الأمور الاعتيادية، كما أن المسن يتأثر ويغضب لأتفه الأسباب، مما قد يجعل الجو الأسري مشحون نتيجة لجهل أفراد الأسرة بهذه المتغيرات». اتساع وقت الفراغ أبانت الدراسة، أن «اتساع وقت الفراغ مشكلة أساسية لدى معظم كبار السن في المملكة، وذلك بعد تحررهم من كيان وقيود العمل الوظيفي الذي تعايشوا عليه، وفي وقت الفراغ يعطى الفرد حرية اختيار نشاطاته الترفيهية أو تغييرها لتتلاءم مع أذواقه وتطلعاته الفردية والجمالية، وأنشطة الفراغ التي يمارسها الإنسان يجب أن تكون غير مفروضة عليه، وألا تكون مبرمجة مسبقا». مؤشرات تطور المجتمع التي انعكست على المسنين - التوسع العمراني الكبير وانفصال الأبناء عن الآباء واستقلالهم في مساكن خاصة متباعدة - التحول من حياة البادية والفلاحة إلى الحياة المدنية المترفة والعمل الوظيفي المريح - الطفرة الاقتصادية التي شغلت معظم أفراد الأسرة من رجال ونساء - دخول خليط من العمالة في محيط الأسرة - ضعف وضمور النشاط البدني - التفاوت الكبير في الثقافات والتعليم وطريقة التفكير بين الأبناء والآباء - ظهور أمراض لم تكن منتشرة بين المجتمع الخليجي كالنفسية