تعرف الصين بأنها أضخم مُلَوِثة في العالم، وقد بدأت تتبع خطوات جذرية داخليا كي تنظف وتحارب التغير المناخي، ولكنها تناقض نفسها إذ تعمل الآن على بناء مئات محطات توليد الطاقة، التي تعمل بالفحم في الدول الأخرى. وتعمل بكين حاليا على بناء نحو 300 محطة للفحم في عشرات الدول، واستضاف الرئيس شي جين بينج منتدى «حزام واحد طريق واحد» في بكين في عطلة نهاية الأسبوع الماضي، مروجا لبصمته في السياسة الخارجية لبناء بنية تحتية ضخمة وروابط تجارية بين عدة قارات. انتقادات متزايدة المنتدى، الذي حضره القادة والمفوضين من تقريبا 40 دولة، جاء وسط انتقادات متزايدة حول مشاريع الصين، بما في ذلك تأثيرها على البيئة، وجادل صحفيون عالميون المسؤولين الصينيين بشأن تكرار شعارهم، الذي يقولون إنهم ملتزمون به تحت عنوان: «تنمية منفتحة ونظيفة وخضراء»، ولكن مشاريع الصين الخارجية تضمنت مئات محطات توليد الطاقة الكهربائية التي تحرق الفحم، والتي تعتبر مصدرا رئيسيا باعثا للكربون المرتبط بشكل كبير بالتغير المناخي. وقال إدوارد كننجهام، ومتخصص في الصين وأسواقها للطاقة بجامعة هارفرد، إن الصين تعمل على بناء أو التخطيط لأكثر من 300 محطة فحم في أماكن متعدة مثل تركياوفيتنام وإندونيسيا وبنجلاديش ومصر والفلبين، وقبل المنتدى بأيام قليلة تم افتتاح أحدث محطة فحم قامت الصين ببنائها في باكستان. خبرة الصين في الفحم المحطات تعتبر استثمارات كبيرة في الوقت الذي فيه معظم دول العالم، بما في ذلك الصين، قد التزمت بمحاربة التغير المناخي، ويعد اندفاع الصين نحو الفحم أمرا غير مثير للدهشة، فالصين تعرف كيف تبني محطات الفحم، وهي أضخم مستهلكة للفحم بالعالم، حيث إنها توفر 70% من الكهرباء من الفحم، وذلك وفقا لإدارة معلومات الطاقة الأميركية، ولكن مُواجِهَةً مستويات عالية من التلوث، لقد قيدت الصين نمو صناعتها للفحم – محليا، ولعدة سنوات، أحرقت 4 محطات للطاقة الكهربائية الفحم داخل العاصمة، بكين، وأسهمت في ارتفاع معدلات الدخان الخانق، ولكن خلال الأربع سنوات الماضية، جميع هذه المحطات الأربعة توقفت عن حرق الفحم. البحث عن الطاقة النظيفة في الوقت الذي تقوم فيه بإغلاق المحطات القديمة، قام قادة الصين بتقييد بناء محطات جديدة، وروّجت الحكومة لطاقة الرياح والطاقة الشمسية، وأنتجت العديد من ألواح الطاقة الشمسية التي قللت من أسعارها على الصعيد العالمي، الأمر الذي قال عنه المحللون إنه أسهم في انتشار الطاقة الشمسية في الولاياتالمتحدة، قامت الصين أيضا بضخ استثمارات تقدر بأكثر من 244 مليار دولار في مجالات الطاقة في الخارج منذ 2000، ومعظمها كانت في السنوات الأخيرة، وذلك وفقا لقاعدة بيانات جامعة بوسطن، الجزء الأكبر من هذه الاستثمارات كانت في النفط والغاز، ولكن أكثر من 50 مليار دولار قد ذهبت لصالح الفحم، ويكشف تقرير في شهر يناير الماضي أن أكثر من ربع محطات النفط قيد التطوير خارج الصين لديها نوع من الالتزام أو العروض التمويلية من المؤسسسات المالية الصينية. مشاريع الفحم في الدول النامية تُبني هذه المشاريع من خلال القروض الصينية، التي يجب على الدول النامية أن تسددها، هنالك رأي منتشر بين المستثمرين، وهو أن قطاع الفحم يتراجع في معظم العالم، وأن الفحم يعتبر استثمارا سيئا للغاية. فعلى سبيل المثال فإن البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، وهو مؤسسة عالمية ممولة من قِبل الصين، ذكر بأنه يطبق معايير صارمة على استثماراته، ولم يقم حتى الآن بدعم محطة توليد طاقة بحرق الفحم في أي مكان. في الدولة المجاورة فيتنام، دولة معتمدة كثيرا على الفحم، تعتبر الصين مستثمرا رئيسيا في قطاع الطاقة. كما أن الصين تشارك في 15 محطة فحم تعمل، و6 قيد الإنشاء، وعلى الأقل محطتين في المراحل التخطيطية، وذلك وفقا لمركز الابتكار والتنمية الخضراء، وتعتبر استثمارات الصين في فيتنام جيدة، ولكنها في نفس الوقت سيئة وتصاحبها تأثيرات سلبية على صحة وحياة الناس.