تعالت صيحات الاحتجاج في بعض دول آسيا ضد تزايد استخدام الفحم في محطات توليد الطاقة في آسيا والتي أجمع البعض بوصف الأمر بالكارثة التي تهدد كوكب الأرض. وتابعت "الرياض" تعليقات رئيس مجموعة البنك الدولي "جيم يونغ كيم" الذي شدد على خطورة الأمر المحدق بكوكب الأرض في حال شروع بعض البلدان الاسيوية في أكبر قارة في العالم في المضي قدماً لتنفيذ خططها القائمة على استخدام الفحم محذراً من كارثة وشيكة الحلول بكوكبنا. البنك الدولي يضخ 29 مليار دولار سنوياً حتى 2020 لوقف حرق مليارات الأطنان من الوقود الأحفوري لتوليد الطاقة ّّّّّّّّّوإزاء تطورات الأمر وسماع العديد من الدول في الإقليم هذه التحذيرات التي أطلقها رئيس البنك الدولي بدأت تلوح في الآفاق اتجاه الاقتصادات الآسيوية الرئيسة لتغيير قناعاتهم حول استخدام الفحم الذي يمثل ثروة طبيعية هائلة لبعض الدول الآسيوية وعلى رأسها الصين التي تدور حولها الشكوك والمخاطر. وقد شنت الحكومة الصينية حملات ضخمة تنوه بضرورة وقف استخدام الفحم في محطات توليد الكهرباء حيث تم توثيق التراجع الصيني حول الاستثمار في الفحم على الرغم من استمرار بعض المقاطعات في بناء محطات توليد الطاقة بالفحم غير مكترثة بتبعات الأمر وخطورته بمعدل مثير للاستهجان في حين التزم الكثيرون أما الصمت أو خفض قدرات التشغيل رغم وجود وفرة في قطاع الطاقة، وقد استجابت الحكومة بالمسارعة بإصدار قرار وقف مدته ثلاث سنوات في مناجم الفحم الجديدة حيث أمرت 13 ولاية حكومية بوقف الموافقة على محطات الطاقة بالفحم الجديدة وأمر إيقاف 15 ولاية أخرى من بناء المحطات التي تمت عليها الموافقة مسبقاً. في حين دعت 28 من المقاطعات الصينية ال31 لتعليق الموافقة على محطات الفحم الجديدة وبالتالي وقف 90% من المحطات التي تخوض غمار معترك البحث عن الموافقة، وتعد الصين اللاعب الأساسي في قطاع الفحم حيث تمثل نصف الاستخدام العالمي للفحم وقد اضطرت الحكومة لاتخاذ هذه الإجراءات في أعقاب ظهور موجة احتجاجات شعبية ضد تلوث الهواء المفرط في البلاد. وتنظر بكين للقضية ليس مجرد تلوث بل بوضع خطوط حمراء لكافة أشكال استهلاك الماء والطاقة والأراضي للصناعة التي ينتج عنها تلوث خطير مما حدا ببعض المستخدمين للفحم لمراجعة خططهم الخاصة بمحطات الفحم. وفي كوريا الجنوبية فقد تم الإعلان عن اعتبار إغلاق بعض محطات توليد الطاقة بالفحم كردة فعل لتدهور تلوث الهواء، قبل أن تقرر منع محطتين من خطط تطوير للطاقة باستخدام الفحم، في وقت ألقت كوريا الجنوبية باللوم الكبير على الصين بسبب التلوث، إلا أن أبحاث البيئة الخضراء قد بينت أن معظم الأدخنة المتراكمة فوق البلاد تعد محلية المنشأ، وأغلبها من محطات الفحم حول سيئول، ما يشير إلى وجود الكثير من محطات توليد الطاقة بالفحم المنتشرة أيضاً في كوريا الجنوبية. وعلى النقيض من ذلك فقد تحركت دولتا فيتنام وباكستان قدما لتنفيذ خطط لبناء محطات توليد كهرباء باستخدام الفحم، حيث تخطط حكومة فيتنام إضافة 40 جيجابايت من الطاقة الكهربائية المركبة باستخدام الفحم، وهو ما يعادل تقريبا نصف حجم موارد الطاقة المتاحة حاليا في أفريقيا جنوب الصحراء، وذلك سعياً للاستفادة من انخفاض سعر الكهرباء المولدة باستخدام الفحم مقارنة بسعر الكهرباء المنتجة من مصادر الطاقة المتجددة والتي تكلف ما بين 9 و10 سنتات لكل كيلو وات ساعة بالنسبة للفحم، وما بين 11 و12 سنتا بالنسبة لطاقة الشمس والرياح في البلدين. في وقت يبذل البنك الدولي جهودا لحث دول مثل المكسيك وبيرو والإمارات، والعديد من الأماكن الأخرى بالعالم، لإمكانية استخدام التمويل المبتكر الذي يجتذبه القطاع الخاص للمساعدة في التحول إلى الطاقة الأنظف عن طريق إتاحة حوافز مالية كبيرة للقيام بذلك، وفي البيرو تم التوصل للتوقيع على اتفاق تصل تكلفة الكهرباء في إطاره إلى 4.8 سنتات لكل كيلو وات ساعة، وفي المكسيك تم إبرام اتفاق تصل تكلفة الكهرباء المنتجة من الطاقة الشمسية في إطاره إلى 3.2 سنتات لكل كيلو وات ساعة، في حين لا تزال الجهود تبذل في فيتنام وباكستان لحث زعماء البلدين على إعادة النظر في مصادر الطاقة المتجددة والمساعدة في خفض سعر الطاقة المتجددة. وتتجه مجموعة البنك الدولي للتعهد بزيادة التمويل للأنشطة المناخية، بما يصل إلى الثلث بحلول عام 2020 أو بما يقدر ضخ 29 مليار دولار سنويا، في ظل تعالي مخاوف ارتفاع درجات الحرارة العالمية فوق حرارة ما قبل الثورة الصناعية وما نتج عنها من آثار الاحتباس الحراري وتغير المناخ والذي يعني الارتفاع المستمر في معدلات درجة حرارة سطح كوكب الأرض بعيداً عن دورة التغير المناخي الطبيعي بسبب تزايد انبعاثات الغازات وملوثات الفحم من المصانع ومحطات الطاقة فوق المعدلات الطبيعية في الوقت الذي أدى التوجه نحو تطوير الصناعة في الأعوام ال150 المنصرمة إلى استخراج وحرق مليارات الأطنان من الوقود الأحفوري لتوليد الطاقة، في حين يشدد مسؤولو البيئة العالمية بوجود مجموعة من الخيارات البديلة من أجل إنتاج طاقة تحترم البيئة كالشمس والهواء والأمواج والكتلة الحيوية والتي تعتبر مصادر فاعلة وموثوقة لتوليد الطاقة المرغوبة. كارثة بيئة وشيكة تحدق بكوكب الأرض لاستخدام الفحم وقوداً لتوليد الطاقة