يواجه غدا مسؤول سابق بأمانة جدة "تنقل بين خمسة مناصب قيادية، وموقوف عن العمل" تهمة إتلاف ممتلكات أهالي أم الخير بجدة، الذين غرق مخططهم مرتين لقاء إجازته دراسة لقناة تعمل على تصريف مياه الأمطار، ولا تكفي لاستيعاب مياه السيول بذات المخطط الذي بني في بطن الوادي. وتعقد المحكمة الإدارية غدا أولى جلسات محاكمته بعد أن قررت المحكمة الجزئية إحالة ملفه لديوان المظالم لعدم الاختصاص، فيما تضمنت لائحة الادعاء اتهامه بالرشوة والاشتغال بالتجارة حال كونه موظفا عاما، وإجازته دراسة تصريف مياه الأمطار بمخطط أم الخير، مما تسبب في غرق المخطط مرتين أتلفت بسببها ممتلكات سكانه. وعلمت "الوطن" من مصادر مطلعة، أن حيثيات الاتهام تضمنت حصول المتهم حال كونه موظفا عاما في أمانة جدة على رشاوى من رجال أعمال وشركات مقابل عدم تعطيل معاملاتهم في أمانة جدة. وقدمت هيئة الرقابة والتحقيق للمحكمة الإدارية لائحة الاتهام مدعمة بالأدلة ضد المتهم. وجاء ضمن الأدلة، اعترافه المصادق عليه شرعا وكتبه بخط يده بصحة ما نسب إليه شرعا من الرشوة والاشتغال بالتجارة، ودليل آخر هو اعترافه المصدق شرعا بأنه عمل في أمانة محافظة جدة في إدارة تصريف مياه الأمطار والسيول، وأنه عين رئيسا لبلدية بريمان الفرعية، ثم عاد للعمل في إدارة تصريف مياه الأمطار، ثم عين مديرا لقسم الدراسات للطرق والإنارة وتصريف السيول، وعين بعد ذلك رئيسا لقسم صيانة وتصريف مياه الأمطار، ثم عين مدير إدارة صيانة الطرق وتصريف السيول، ثم انتقل للعمل مدير عام التشغيل والصيانة. وذكرت أنه اعترف ضمن إقراره المصدق شرعا على اتصاله المباشر بعاملين في شركات نفذت مشروعات لتصريف مياه الأمطار أثناء إنفاذها المشاريع المتعاقد عليها، وأثناء القيام بواجباته الوظيفيه، وأن اعترافه جاء في كافة مراحل التحقيق، ابتداء من التحقيق معه من قبل لجنة التحقيق في فاجعة سيول جدة ومرورا بمصادقة أقواله شرعا، وانتهاء بالتحقيق معه من قبل هيئة الرقابة والتحقيق، وأن هذه الاعترافات والأقوال جاءت متواترة وعلى نسق واحد، مؤكدة اعترافه بأن موقع أرض مخطط أم الخير في بطن واد، وأن البناء به سوف يسبب كارثة، وأن ما تم تنفيذه وقام باعتماده هو لتصريف الأمطار وليس لتصريف السيول. وأضافت المصادر أن نتائج إجراءات الاستدلال اعتمدت على استناد المتهم على خطاب صادر من إدارة التشغيل والصيانة الموجه إلى مدير التخطيط العمراني، المتضمن أن مخطط أم الخير يقع في مجرى سيل، وتوجد تعليمات سابقة بعدم البناء في مجاري الأودية منذ غرق المباني في مجرى وادي محافظة رابغ، وكانت الخسائر كبيرة في الممتلكات والأرواح وتأكيد ولاة الأمر حينئذ على عدم السماح بالبناء في مجاري الأودية، والتنبيه إلى أنه في الأمطار الأخيرة تجمعت مياه الأمطار بكميات كبيرة في مخطط أم الخير بلغ ارتفاعها 5.1 أمتار. وكان المتهم بحسب المصادر قد طلب وأخذ رشوة قدرها 50 ألف ريال من وافد أجنبي هارب خارج البلاد حاليا، مقابل إخلاله بواجبات وظيفته وبالتوقيع على الدراسة المعدة من قبل استشاري تصريف مياه أمطار مخطط أم الخير، مع علمه التام بأن تلك الدراسة لتصريف الأمطار وليس لتصريف السيول، كون مخطط أم الخير يقع في بطن واد.