أحالت هيئة الرقابة والتحقيق أمس مهندسا عمل في عدة إدارات وشغل منصب وكيل أمين جدة إلى المحكمة الإدارية «ديوان المظالم»؛ حيث وجه إليه المدعي العام عدة تهم أبرزها الرشوة والعبث بالأنظمة والاشتغال بالتجارة والتفريط في المال العام. كما أحالت الهيئة ملفات ثلاثة مهندسين يعملون في شركات مقاولات في القطاع الخاص أشرفوا على تنفيذ مشاريع متعاقد عليها مع أمانة جدة ليرتفع بذلك عدد المحالين إلى المحكمتين الجزئية والإدارية إلى 48، من بينهم مسؤولون سابقون وحاليون في أمانة جدة والمياه وكتابة العدل، ومقاولون وشركات خاصة، ومهندسون استشاريون، وآخرون من جنسيات عربية ممن اتهموا بالتورط في كارثة السيول التي ضربت جدة وسببت العديد من الخسائر البشرية والمادية. إلى ذلك مثل أمس أمام «ديوان المظالم» مهندس عمل مديرا لإحدى الإدارات في «أمانة جدة» قبل أن تكف يده عن العمل للرد على التهم الموجهة إليه على خلفية تورطه في كارثة السيول. وتسلم المتهم لائحة الدعوى للرد عليها وطلب مهلة لذلك وأجلت الجلسة إلى مطلع الشهر المقبل. واتهم المهندس بتلقيه أكثر من ستة ملايين ريال رشوة مقابل إخلاله بواجباته الوظيفية؛ وهو ما نتج عنه حدوث كارثة في مخططات شرق جدة في قويزة وأم الخير من خلال موافقته على دراسة الحلول التي وضعت لتصريف مياه الأمطار والسيول بالمخطط واعتمادها رغم علمه بعدم جدواها؛ لوقوع المخطط في مجرى الوادي، وعلمه أيضا بأن المخطط سيتضرر عند تعرضه للسيول، بالإضافة إلى تسلمه مشروعات تمديد شبكات وتوقيع مستخلصاتها رغم عدم تنفيذها بصورة كاملة، فضلا عن توجيه تهم التزوير وإساءة استعمال السلطة والتفريط في المال العام ومزاولة مهنة حرة. وتضمنت لائحة الاتهام أيضا حصوله على رشا أخرى مقابل التجاوز عن ملاحظات ارتفاع درجة حرارة الخرسانة واستعجال نتائج اختبارها لدى أحد المختبرات التي تنفذها إحدى شركات المقاولات بالتزامن مع تنفيذ مشروعات متعلقة بدرء أخطار السيول، بالإضافة إلى تسهيله معاملات أحد المقاولين لدى «أمانة جدة» في مشروع صيانة شبكة تصريف مياه الأمطار جنوب وشرق جدة، وحصوله على رشا أخرى مقابل إعداد دراسات مرورية ونقل بعض المستثمرين والمكاتب الهندسية وغيرها من المتهم. كما كشفت المعلومات أن المتهم أقر في التحقيقات الأولية بأنه تسلم مبالغ مالية على سبيل الرشوة مقابل الإخلال بواجباته الوظيفية والتغاضي عن القصور في أعمال النظافة والصيانة. وبينت التحقيقات قيامه بالعديد من المشروعات التجارية من خلال إنشاء شركة متخصصة في تنفيذ مشروعات المقاولات والاستشارات الهندسية تحت غطاء اسم والده وكان يسند إليها كثيرا من المشروعات المرتبطة بوظيفته .